طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أعضاء مجلس الأمن الدولي، بتجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته أمس، الخميس 18 من حزيران، “على مجلس الأمن التحرك بسرعة، للسماح مجددًا بإدخال مواد الإغاثة الإنسانية عبر معبر اليعربية إلى شمال شرقي سوريا، إلى جانب معبرين حدوديين مع تركيا يؤديان إلى شمال غربي سوريا”، في إشارة إلى معبري “باب الهوى” و”باب السلامة” اللذين يوشك تفويض إدخال المساعدات عبرهما على الانتهاء.
ونبّهت إلى أن “عدم القيام بذلك، سيفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا في ظل النقص الحاد بالمواد الطبية وغيرها”، ما قد يزيد من انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ودعت “مجلس الأمن، روسيا ضمنًا، إلى العمل فورًا على السماح مجددًا بوصول المساعدات الطبية من العراق إلى شمال شرقي سوريا”، لوقف انتشار فيروس “كورونا”، الذي “قد يؤدي إلى خراب المنطقة”.
وأشارت إلى أن “روسيا تسعى إلى إنهاء المساعدات عبر الحدود إلى سوريا متحججة بأن ذلك ينتهك السيادة السورية”، لا سيما معبر “اليعربية”، الذي وصفته موسكو بأنه “ليس ضروريًا، لأن المناطق التي يخدمها خاضعة لسيطرة الحكومة ويمكن أن تصل إليها المساعدات من دمشق”.
ويأتي ذلك مع اقتراب انتهاء تفويض مجلس الأمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، في 10 من تموز المقبل.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد، في 11 من كانون الثاني الماضي، القرار 2504 القاضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر، عبر معبرين فقط (باب السلامة وباب الهوى الحدوديين مع تركيا)، وإغلاق معبري “اليعربية” مع العراق و “الرمثا” مع الأردن، بما يتطابق مع رغبة روسيا والصين.
بينما حذرت “هيومن رايتس ووتش” من أن انتشار فيروس “كورونا” غير المتوقع، منذ كانون الثاني الماضي، “أظهر مدى أهمية معبر اليعربية، في حين فشلت جميع البدائل المقترحة في ملء الفراغ”.
وأكدت أن “الحل الممكن الوحيد، هو أن تعيد روسيا وبقية أعضاء مجلس الأمن السماح بفتح معابر شمال شرقي سوريا لـ12 شهرًا، قبل انتهاء تفويضهم في 10 من تموز المقبل، بالإضافة إلى السماح فورًا بفتح معبر اليعربية طالما أن هناك حاجة إليه”.
وحذّرت من أن “عدم القيام بذلك سيؤدي إلى معاناة ووفيات يمكن تفاديها”، كما طالبت روسيا بـ”الاعتراف بالظروف الاستثنائية والسماح بتجديد السماح باستخدام معبر اليعربية”.
وكانت ألمانيا وبلجيكا تقدمتا بمشروع قرار، أمس، إلى مجلس الأمن الدولي، لتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا.
وطالب مشروع القرار بتمديد آلية إيصال المساعدات إلى سوريا لمدة عام، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية من خلال معبر “اليعربية” الحدودي مع العراق، استثنائيًا ولمدة ستة أشهر.
وفي وقت سابق، حذرت الأمم المتحدة من ازدياد معاناة المدنيين في سوريا، بسبب عدم تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في 10 من حزيران الحالي، “من دون التصاريح اللازمة عبر الحدود من قبل مجلس الأمن الدولي، ستزداد معاناة المدنيين إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك الخسائر في الأرواح على نطاق واسع”.
–