ردًا على مقاله في الديلي تلغراف
أبو قتادة “القاعدي” يهاجم لبيب “الأحرار”
لم تمض ساعات على نشر لبيب النحاس، مدير مكتب العلاقات الخارجية في حركة أحرار الشام الإسلامية، مقالًا في جريدة الديلي تلغراف البريطانية أمس الثلاثاء، حتى انهال أبو قتادة الفلسطيني، أحد أبرز منظري القاعدة والتيار السلفي الجهادي، هجومًا على الحركة بسلسلة تغريدات عنوانها “كيف أفهم خطاب لبيب النحاس”.
أنا سوري أقاتل داعش يوميًا
وكتب النحاس في التلغراف مقالًا تحت عنوان “أنا سوري أقاتل داعش يوميًا.. هزيمة تنظيم الدولة سيحتاج من الغرب أكثر من مجرد قنابل”، انتقد فيه سياسة الدول الغربية في التعامل مع القضية السورية لا سيما بريطانيا، مذكرًا بتصويت مجلس العموم البريطاني ضد التدخل العسكري في سوريا عام 2013، ومانتج عنه من تراخٍ دولي وإحجام واشنطن عن ضرب منشآت الأسد العسكرية كما أعلنت آنذاك.
وأوضح القيادي البارز في الحركة أن طريقة تعامل الغرب مع تنظيم “الدولة الإسلامية” خاطئة، رغم تصريح رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بزيادة حجم الإنفاق في محاربة التنظيم، منوهًا إلى أن الحركة فقدت 700 من جنودها في مواجهة “داعش”، ومؤكدًا أن الحرب ضده يتطلب أكثر من إلقاء القنابل.
النحاس الذي هاجم في التلغراف سياسة واشنطن الحالية متهمًا إياها بـ “تقويض مصالح السنة في المنطقة”، خاطبها في مقال سابق قبل عشرة أيام نشرته جريدة واشنطن بوست الأمريكية بعنوان “النتائج القاتلة للتصنيف الخاطئ للثوار في سوريا”، انتقد فيها سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما معتبرًا أنها واقعةٌ في فشل ذريع وتغيب عنها الاستراتيجية الواضحة.
أبو قتادة: حركة ضعيفة الفكر والتقييم
وبعيد انتشار مقال “أبو عز الدين” في مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر عمر محمود عثمان (أبو قتادة الفلسطيني)، وهو من أبرز منظري تنظيم “القاعدة”، ماجاء في المادة “خطابًا فاشلًا لن يحقق لقيادة الأحرار مقاصدها، ولكن سيجعلها تعادى محيطها الإسلامي الداعم لها، وخاصة التيار الجهادي الذي هو عصب الحركة الجهادية بكل ألوانها وأطيافها”.
الفلسطيني وصف عبر تويتر حركة أحرار الشام بـ “ضعيفة الفكر والتقييم” في تعاملها مع الغرب، غير مستبعد معاداة الفكر القاعدي إرضاءً لهم، بحسب تعبيره، مضيفًا “هذا خطاب غير موفق أبدًا، يضطر المرء لنصح أصحابه لأنه قد مضى أمثاله، وطريقه المتبع قد سلكه من قبل جماعات كثيرة إسلامية وعلمانية، فلم يحصل لهم إلا الشر والفشل”.
الأنصاري: اتعظ من تجربة الجزائر
بدوره ردّ أبو عزام الأنصاري، عضو مجلس الشورى في أحرار الشام، على ما جاء في كلام الفلسطيني، متهمًا إياه بالتعامل مع المخابرات الجزائرية على أنهم أعضاء من الجماعة الإسلامية المسلحة (جيا)، والتي برزت في تسعينيات القرن الماضي ونفذت عدة هجمات ضد المراكز الحيوية آنذاك.
وهاجم الأنصاري كلام أبو قتادة، بتغريدات لاحقة مصرحًا أنها “كذب وظن”، ومضيفًا أن “كلامه هذا كاف عند أهل الغلو للتكفير وسفك الدم الحرام، وكنا ظننا الشيخ صحا من غفلة سنوات الجزائر القاتمة عندما سُفك الدم بسيف الطغاة والغلاة”.
وشهد موقع تويتر هجومًا متبادلًا أمس بين ناشطين وقياديين في فصائل معارضة من جهة ومناصري جبهة النصرة وتنظيم “الدولة” من جهة ثانية على خلفية مقال النحاس ورد أبو قتادة. واعتبر ناشطون أن الفكر الذي تحمله حركة أحرار الشام يعبر عن نبض الشارع السوري، بينما يصر منظري القاعدة على الغلو والتطرف وغياب القدرة على مخاطبة الغرب أو انتهاج سياسة جديدة من شأنها تقويض نظام الأسد وإنهاء معاناة الشعب السوري.
وأبو قتادة أردني من أصل فلسطيني حائز على ماجستير في أصول الفقه، اعتقل في بريطانيا بتاريخ 2005 على خلفية تفجيرات لندن وأعيد إلى الأردن في عام 2013، لتقضي محكمة أمن الدولة ببراءته في آب من العام نفسه.
وتتهمه دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه مفتي القاعدة والأب الروحي لتفجيرات 11 أيلول 2001 في نيويورك، كما كان له دور بارز إبان المواجهات بين الجيش الجزائري والجماعة الإسلامية المسلحة في تسعينيات القرن الماضي من خلال فتوى “التترس” التي أجاز فيها قتل المدنيين بهدف الوصول إلى “الكفار” أي الجيش وقوات الأمن الجزائرية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :