نظم ناشطون في مدينة حلب وقفة احتجاجية “ضد انتهاكات الجيش التركي على الحدود السورية” أمس الاثنين، وذلك بعد مقتل سوريين برصاص “الجندرما” خلال الأيام القليلة الماضية، بينما التزمت مؤسسات المعارضة الرسمية الصمت تجاه القضية.
وحملت اللافتات شعارات باللغة التركية تطالب بفتح المعابر للسوريين “الهاربين من براميل الأسد وسكاكين داعش”، موجهين رسالة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان “السيد أردوغان ضيوفك ماتوا قبل أن يدخلوا”.
ووجهت الوقفة رسائل إلى فصائل الثورة العسكرية التي تشرف على الحدود ولم تندد بأي بيان، كحال الائتلاف السوري المعارض، الذي لم يعلّق على الحادثة حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
وتساءل فؤاد حلاق، وهو ناشط إعلامي من مدينة حلب، عن السبب الذي دفع وسائل الإعلام السورية لتجاهل القضية، مردفًا “لماذا التخوف من انتقاد الحكومة التركية؟ أم أن الدم السوري رخيصٌ لهذه الدرجة”.
ووثقت شبكة حلب نيوز مقتل الشاب علاء محمد جولو، ثاني أيام عيد الفطر برصاص الجندرما (شرطة الحدود) في منطقة حوار – كلس، أثناء محاولته العبور بطريقة غير شرعية مع طفله البالغ من العمر سنتين.
ونقلت الشبكة عن شهود عيان رافقوا علاء أن عنصرًا أطلق رصاصة أصابت رأس الشاب وتفجر رأسه وسال دمه على ابنه، مرفقة صورة للشهيد ملقىً على الأرض. وأضافت أن نحو 20 عنصرًا بينهم ضابط تجمعوا حول علاء وفرقوا الناس ثم غادروا تاركين الجثة وراءهم.
بينما قتلت الطفلة فرح سرور، التي تنحدر من مدينة الرقة وعمرها سنة وثمانية أشهر، أثناء العبور من موقع شرقي مخفر بوابة كلس. وتعرضت الطفلة لرصاصتين في القلب والرأس ودفنت في مدينة أورفا التركية، وفق تقريرٍ للشبكة.
ليل أمس الاثنين تعرضت مجموعة من اللاجئين إلى انفجار لغم أرضي بالقرب من بلدة تل أبيض الحدودية شمال الرقة، وأصيب إثرها 5 نساء من ضمن 100 لاجئ حاولوا الوصول إلى بلدة أقجة قلعة.
القاضي السوري إبراهيم حسين نفى أن يكون إغلاق الحدود بحجة حماية الأراضي التركية مبررًا للجندرما لإطلاق النار على الهاربين، مؤكدًا أنه لا يوجد في القانون التركي ولا الدولي ما يتيح ذلك.
وأضاف، في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن القانون الدولي يستلزم حماية الهاربين من الحرب ولا يسمح بمحاكمتهم بتهمة دخولهم غير الشرعي نظرًا للظروف التي تعيشها بلادهم.
وقتل عشرات السوريين على الشريط الحدودي مع تركيا وطوله 911 كيلومترًا منذ مطلع الثورة، بينما أغلقت الحكومة التركية المعابر الرئيسية منذ آذار الماضي لـ “أسباب أمنية”.
وتعاني المناطق المحررة شمال سوريا من حملات مستمرة للقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ الموجهة، بالإضافة إلى سياسة تهجير في المناطق التي تشهد اشتباكاتٍ بين تنظيم الدولة والوحدات الكردية شمال شرق البلاد، ما يدفع السوريين للهرب بأعداد كبيرة إلى الجانب التركي، وقد فاق عددهم في تركيا 1.8 مليون وفق أحدث تقارير الأمم المتحدة.