أزمة خبز في مدينة الباب.. تراجع الدعم يفتح باب المبادرات الأهلية

  • 2020/06/14
  • 7:52 ص

أحد أفران الخبز بكفرعروق شمالي إدلب - 9 حزيران 2020 (عنب بلدي / إياد عبد الجواد)

عنب بلدي – عاصم ملحم

بعد رحلة طويلة لشراء المستلزمات اليومية للطبخ، عانى فيها من حرارة الشمس وتعب المسير أكثر مما يعانيه في عمله بالبناء، وجد عبد الرحمن الخالد، وهو نازح يقطن في مدينة الباب، ضالته في شارع على إحدى “البسطات”، لكنه صُدِمَ عندما وجد ربطة الخبز بـ500 ليرة، لينسى على إثر ذلك ما أوصته به زوجته من بقية الأغراض.

تتألف أسرة عبد الرحمن من ثمانية أشخاص، ويحتاج يوميًا إلى خمس ربطات خبز، إلا أنه يحصل على ربطتين فقط من مخصصات الخبز المدعوم من المجلس المحلي في المدينة، الذي سعّر الربطة بـ200 ليرة، بحسب ما قاله عبد الرحمن لعنب بلدي.

“الخبز قليل وغير كافٍ، حتى إن الربطة لم تعد بالحجم المعتاد”، بحسب عبد الرحمن، وذلك يجبره على شراء الخبز من “السوق الحر”، أي الخبز الموزع لمعتمدي الحارات، والمخصص بيعه للناس، ولكن بعض المعتمدين “الفاسدين” يبيعونه لـ”البسطات” بسعر أعلى، حيث يصل إلى 500 ليرة.

كذلك الحال بالنسبة لثائر الحاج محمد، أحد سكان المدينة ويعمل في تنجيد الأثاث، الذي وصف لعنب بلدي الوضع بقوله إن العامل مخيّر بين دفع أجرته اليومية لشراء خبز دون طعام، أو أن يحضر الطعام من دون خبز.

أما محمود الحمود، من نازحي مدينة دير الزور، فقد استعاض عن الخبز العادي بخبز التنور، فعلى الرغم من سعره المرتفع، أصبح قريبًا من الخبز الذي يباع على “البسطات”، وقد وجد فيه الوفرة ويعتبره طبيعيًا أكثر.

تحمل خسارات الخبز بآلاف الدولارات لدعمه

قال مدير المخابز في المجلس المحلي لمدينة الباب، مصطفى الشيخ محمد علي، لعنب بلدي، إن 15 فرنًا يتلقون الدعم من المجلس المحلي، 11 منها داخل المدينة، وعشرة في الريف التابع لها، بالإضافة إلى سبعة أفران خاصة.

وأضاف الشيخ أن الكمية المنتجة حاليًا تبلغ 42 طنًا و500 كيلوغرام، بوزن 600 غرام للربطة، وبمعدل 810 آلاف و600 ربطة، وتكلفة الربطة الواحدة حاليًا 561 ليرة، وتسلّم للمعتمد بـ190 ليرة مع هامش ربح عشر ليرات، لتصل إلى المواطن بـ200 ليرة.

وبيّن الشيخ أن المجلس يتحمل الخسارة من كل ربطة، وتقدّر بـ371 ليرة، أي بمعدل خسارة يومية عشرة آلاف و800 دولار عن المجموع الكلي للإنتاج.

وأعلن المجلس المحلي لمدينة الباب في بيان على صفحته في “فيس بوك”، في 11 حزيران الحالي، عن تبديل سعر ووزن ربطة الخبز إلى ليرة تركية بوزن 800 غرام، وذلك لاحتواء أزمة الخبز بسبب عدم استقرار العملة السورية.

مدير التموين في المجلس، سامر المحمد، قال لعنب بلدي، إن المجلس المحلي أوقف اثنين من المعتمدين، وسحب منهما رخصة بيع الخبز، بعد أن تأكد من شكاوى قُدمت فيهما، إذ تبين أنهما لا يبيعان الخبز للمواطنين، بل لمحلات و”بسطات” مقابل زيادة في السعر.

مبادرات أهلية لمساندة الفقراء في أزمة الخبز

أطلق مجموعة من الناشطين بمدينة الباب، في 10 من حزيران الحالي، حملة للوقوف بجانب الفقراء في المدينة عن طريق تأمين الخبز لهم مجانًا، وأطلقوا عليها حملة “ألف ربطة خبز يوميًا”.

يعمل الفريق، عن طريق مراكز في الباب وتركيا، على جمع تبرعات من الناس، وشراء الخبز من المعتمد والإشراف على توزيعه للعوائل الفقيرة بحسب أعداد الأفراد، كما أكد مسؤول الحملة، أحمد كرمان، لعنب بلدي.

وبلغ حجم التبرعات لغاية 11 من حزيران الحالي، 559 ألف ليرة سورية وأربعة آلاف و800 ليرة تركية، ووُزعت ألفان و950 ربطة خبز على 794 عائلة.

جزء من التبرعات كان من أطفال تبرعوا بما كانوا يدخرونه كاملًا، كما أن مكاتب الحوالات أسهمت بعدم قطع أجور على المبالغ المتبرع بها من تركيا، بحسب كرمان.

وبيّن كرمان أن الحملة أسهمت بعدم احتكار المعتمدين للخبز وبيعه للمحال و”البسطات”، إذ تؤخذ الكمية كلها مباشرة من المعتمد لتصل إلى الناس، مشيرًا إلى أنها ليست الأخيرة، وقد نُفذت قبلها حملات كثيرة لدعم النازحين والأيتام.

مقالات متعلقة

مجالس محلية

المزيد من مجالس محلية