تدهور ثم تحسن سريع.. ثلاثة عوامل أثرت في سعر صرف الليرة السورية

  • 2020/06/13
  • 6:45 م
صور تعبيرية لعملة سورية من فئة ألفين و دولار أمريكي في مدينة إدلب - 2 حزيران 2020 (عنب بلدي/ يوسف غريبي)

صور تعبيرية لعملة سورية من فئة ألفين و دولار أمريكي في مدينة إدلب - 2 حزيران 2020 (عنب بلدي/ يوسف غريبي)

قابل التدهور الأخير لسعر صرف الليرة السورية تحسن متسارع بسبب عدة عوامل استخدامها النظام السوري.

وخلال الأسبوع الماضي، تخطى سعر صرف الدولار حدود ثلاثة آلاف ليرة سورية، في 8 من حزيران، ليبدأ انخفاض سعر الصرف الملحوظ يوميًا ليغلق السعر مساء الخميس عند 2300 ليرة للدولار الواحد.

وخالف تحسن الليرة توقعات المحللين والاقتصاديين الذين توقعوا وصول سعر الصرف إلى حدود خمسة آلاف ليرة سورية، خاصة مع بدء دخول قانون “قيصر” حيز التنفيذ، الأسبوع المقبل.

وأسهمت عدة عوامل في تحسن الليرة السورية، منها ما هو متعلق بالقبضة الأمنية للنظام السوري، ومنها العامل النفسي الذي استخدم كسلاح.

صور ملايين الدولارات

خلال الأيام الماضية انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر كميات كبيرة من ملايين الدولارات، إلى جانب صور رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

ونشر هذه الصورة مؤيدون للنظام السوري أبرزهم عضو “هيئة المصالحة” في سوريا، عمر رحمون، والإعلامي شادي حلوة، عبر حساباتهم في وسائل التواصل.

ولم يعلن النظام السوري عن مصدر هذه الملايين، وسط أنباء غير مؤكدة عن أنها مصادرات من المضاربين والمتلاعبين بأسعار الصرف.

لكن في الوقت الذي بدأت فيه الليرة السورية تشهد تحسنًا، شهدت نظيرتها اللبناني انخفاضًا غير مسبوق، إذ وصلت الخميس الماضي، إلى عتبة خمسة آلاف دولار أمريكي.

وبدأت أصوات لبنانية تتحدث عن تهريب ملايين الدولارات من لبنان إلى سوريا، في إشارة إلى أن الصور التي قيل إنها وصلت إلى سوريا عبر “حزب اللبناني”.

وبحسب صحيفة “الشرق الأوسط“، اليوم، فإن “تجارًا سوريين مارسوا ضغوطًا واضحة على طلب الدولار في الأسواق اللبنانية، وبما يفوق بكثير كميات السيولة المتوفرة لدى الصرافين”.

ونقل موقع “أخبار اليوم” اللبناني عن مصدر أمني، تأكيده وجود غرف تخزن فيها الدولارات التي تنقل بأساليب غير شرعية إلى سوريا.

وقال المصدر إن “صرافين معروفين بالاسم والمكان في رياق وبعلبك وعنجر وشتورة في البقاع، أو حتى في بيروت يقومون بهذا الأمر، في حين أن الأجهزة الأمنية تلاحق صغار المخالفين”.

وعقب ذلك تعهّد حاكم مصرف لبنان المركزي، رياض سلامة، بضخ كمية كافية من عملة الدولار في الأسواق، وسط جدل حول إمكانية سحبه من قبل “حزب الله” وتهريبه إلى سوريا.

وأكد نائب نقيب الصيارفة اللبنانيين، محمود حلاوي، في تصريحات نقلتها قناة “LBC” اللبنانية اليوم، أمس، التوصل لاتفاق مع حاكم مصرف لبنان المركزي على ضخ الدولار النقدي، بما يكفي حاجة المستوردين واللبنانيين.

من جهته يرى رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، بحسب ما نشره عبر حسابه في “تويتر”، أن “لجم تدهور سعر صرف الليرة لا يكون بخسارة مزيد من الدولارات من المصرف المركزي، والتي أغلب الظن ستذهب إلى سوريا”.

الباحث الاقتصادي السوري مناف قومان قال، عبر حسابه في “تويتر”، إن “ارتفاع سعر صرف الليرة اللبناني أمام الدولار في الوقت الذي شهدت الليرة السورية تحسنًا، يحيل إلى علاقة عضوية بين البلدين واقتصادهما وشبكاتهما غير الرسمية، ويجعلهما مثل كفتي الميزان”.

ويعتقد أنه “بلا شك كان هناك تهريب دولار من لبنان إلى سوريا، خلال الأيام الماضية، فتحسنت ليرة وتضررت ليرة”.

ضرب معاقل المضاربين

وتزامن ذلك مع بدء حكومة النظام السوري اللعب على وتر العامل النفسي لتخفيض سعر الصرف، عبر تهديد وتوعد المضاربين وتشديد القبضة الأمنية.

وقال مدير العمليات المصرفية في مصرف سوريا المركزي، فؤاد علي، إنه “ضرب معاقل السوق السوداء”، من أجل التصدي للمضاربين على الليرة، وتحسين قيمتها أمام الدولار، في أول رد من قبل المصرف على الارتفاع القياسي لسعر الصرف.

وأضاف علي لإذاعة “شام إف إم”، الأربعاء الماضي، إن “المصرف ضرب معاقل السوق السوداء التي تضم بعض الأشخاص والشركات، ومنها شركات حوالات تلاعبت بسعر الصرف، وخالفت أنظمة القطع”.

وحول غياب المصرف عن ضبط السوق، اعتبر مدير العمليات المصرفية في المصرف أن “المركزي” موجود ويتدخل على الدوام بحسب الإيقاع، ويضبطه بشكل ديناميكي على مدى الأيام، ويقوم بموازنة العرض والطلب بشكل مقبول.

ووعد المواطنين بمزيد من التحسن في سعر الصرف خلال الأيام المقبلة، وأشار إلى أن الهدف هو المحافظة على الاستقرار النسبي وإعادته لمستويات مقبولة.

خلاف مخلوف والأسد

ومن العوامل التي لعب دورًا في تحسن الليرة السورية، غياب رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد أكثر من ظهور أسهم في خفض قيمة الليرة.

وكان مخلوف ظهر خلال الأسابيع الماضية، بعدة تسجيلات تحدث فيها عن خلافات بينه وبين شخصيات مقربة من الأسد، لم يسمها بهدف السيطرة على شركة “سيرتيل”.

وتوعد مخلوف في تسجيلاته ومنشوراتها عبر صفحته في “فيس بوك” بالتصعد والتحذير من انهيار تام للاقتصاد السوري بسبب الخلاف.

وكان آخر ظهور لمخلوف في 1 من حزيران الحالي، ولم يعلق على قرار حكومة النظام السوري تعيين حارس قضائي على شركة “سيرتيل”.

وترافق ذلك مع حديث حول وصول الأسد ومخلوف إلى اتفاق على حل الخلاف بينهما، بحسب ما ذكره فراس طلاس، ابن وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، عبر صفحته في “فيس بوك” قبل حذف المنشور لاحقًا.

كل هذه العوامل، تزامنًا مع إعفاء رئيس الحكومة، عماد خميس من منصبه وتكليف وزير الموارد المائية، حسين عرنوس، بدلًا عنه، أسهمت في تحسن الليرة، بانتظار الأيام المقبلة لمعرفة فيما إذ كان التحسن دائمًا ومستقرًا أم مؤقتًا فقط.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية