بدأ وسم “كلن قشة لفة” بالانتشار بين مستخدمين سوريين لمواقع التواصل الاجتماعي أمس، الخميس 11 من حزيران، على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها مناطق سورية، أبرزها محافظة السويداء جنوبي سوريا، طالبت بإسقاط النظام السوري ورحيل رئيسه، بشار الأسد، بالإضافة إلى مطالبات بتحسين الوضع المعيشي والإفراج عن المعتقلين.
وشارك في هذا الوسم فنانون سوريون، منهم الممثلة سوسن أرشيد، والممثل جهاد عبده، ومؤسس “أوركسترا أورنينا”، الفنان شفيع بدر الدين، والفنانة ليندا الأحمد.
ويتشابه مضمون الوسم مع الشعار الذي رفعه محتجون في المظاهرات اللبنانية التي انطلقت في تشرين الأول 2019، ويأتي هذا التشابه بسبب “تقاطعات أحلام الشباب في سوريا ولبنان”، وفق ما قالته إحدى منسقي مبادرة “كلن قشة لفة” ربى حنا لعنب بلدي، المقيمة في هولندا.
ووفق ربى فإن شعار “كلن قشة لفة” يحمل مطالب شعار “كلن يعني كلن” في لبنان، وشعار “شلّع قلّع” في العراق.
وتشهد هذه المبادرة السورية تنسيقًا بين شبان سوريين في داخل وخارج سوريا، لضمان استمرارية الاحتجاجات التي تأخذ الطابع السلمي، ما يُعيد الناس إلى ثورة 2011 لإسقاط النظام السوري، بحسب ربى حنا.
وتضمنت الهتافات التي رفعتها مظاهرات مدينة السويداء في الأيام القليلة الماضية، “السوري يرفع يده بشار لا نريده”، و”يا سوريا السويداء معاك حتى الموت”، و”الشعب يريد إسقاط النظام”، و”بدنا نعيش”، و”ثورة.. حرية.. عدالة اجتماعية”، بحسب ما نشرته شبكة “السويداء 24” المحلية.
وكان وسم “كلن قشة لفة” من ضمن وسوم انتشرت خلال الأيام الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين سوريين، ومنها “سوريا لولادها” و”هات إيدك يا سندي”.
تلك الوسوم حملت بمضمونها احتجاجًا ضد النظام السوري، ومطالب لتحسين الوضع الاقتصادي داخل سوريا، ولا يقل أي وسم عن الآخر أهمية، وبفضل الوسوم والمبادرات تتجه الاحتجاجات السلمية إلى تنظيمها من قبل الشباب السوريين، لضمان تحقيق مطالبها المحقة، بحسب منسقة الحملة.
وقالت ربى حنا، إن هذه المبادرة تجسد “دعوات للحراك سلميًا في عدة مدن عبر وسائل التواصل ضد كل الجهات داخل سوريا” واستمرار الحراك مرتبط بعدة عوامل، أهمها الأرضية للحراك المتمثلة “بالمآسي الحقيقية التي يعيشها الشعب السوري”، سواء كانت استبدادًا أو نزوحًا أو جوعًا.
حراك يتجدد
وفي 31 من أيار الماضي، نظم عشرات السوريين في محافظة السويداء وقفة صامتة للاحتجاج على تدهور الظروف المعيشية والاقتصادية والأمنية في المحافظة، حملت عنوان “الأحد الصامت“.
كما شهدت المدينة مظاهرات مطلع العام الحالي، تحت شعار “بدنا نعيش“، حمّلت حكومة النظام السوري مسؤولية تدهور الوضع المعيشي في سوريا.
وانتشرت، حينها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة لمتظاهرين يهتفون لطرطوس وحماة وحمص ودرعا واللاذقية ودمشق.
وكان شعار “الشعب السوري واحد” من أكثر الشعارات التي رددها المتظاهرون، بعد أن تراجعت الأوضاع الاقتصادية في معظم الأراضي السورية.
وسبقت هذه المظاهرات صور تداولها ناشطون، في 8 من كانون الثاني الماضي، تظهر كتابات على الجدران ذكرت أسماء شهداء في الثورة السورية، ونادت بحرية المعتقلين والمختطفين.
تبعها خروج مظاهرات لبعض أهالي المحافظة احتجاجًا على غلاء الأسعار وتراجع الأوضاع المعيشية والاقتصادية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 15 من كانون الثاني الماضي.
اقرأ ملف: تراجع معيشي وتشديد حكومي.. هل يقول السوريون “لا”؟
وتشهد الأسواق في مناطق سيطرة النظام السوري إغلاقات لمحال تجارية ردًا على تدهور قيمة الليرة السورية، إضافة إلى فقدان العديد من أصناف الدواء في الصيدليات التي بادر عدد كبير منها للإغلاق، إلى جانب ارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية.
وبحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات الأجنبية، بلغ سعر الصرف، اليوم، للمبيع 2375 ليرة سورية لكل دولار أمريكي، وللشراء 2300 ليرة.
وكان صرف الدولار تجاوز، في 4 من حزيران الحالي، حاجز 2000 ليرة سورية، لأول مرة في تاريخ العملة السورية، وسط مساعٍ للبحث عن حلول للتصدي لانهيارها.
ويعيش 83% من السوريين تحت خط الفقر، بحسب تقييم احتياجات سوريا الخاص بالأمم المتحدة للعام 2019.
–