حذرت الأمم المتحدة من ازدياد معاناة المدنيين في سوريا، بسبب عدم تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس الأربعاء 10 من حزيران، “من دون التصاريح اللازمة عبر الحدود من قبل مجلس الأمن الدولي، ستزداد معاناة المدنيين إلى مستويات غير مسبوقة، بما في ذلك الخسائر في الأرواح على نطاق واسع”.
ويأتي ذلك مع اقتراب انتهاء تفويض مجلس الأمن لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، في 10 من تموز المقبل.
وكان مجلس الأمن الدولي اعتمد، في 11 من كانون الثاني الماضي، القرار 2504 القاضي بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر، عبر معبرين فقط (باب السلامة وباب الهوى الحدوديين مع تركيا)، وإغلاق معبري “اليعربية” مع العراق و “الرمثا” مع الأردن، بما يتطابق مع رغبة روسيا والصين.
وخلال مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية مع الصحفيين بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أكد دوجاريك دخول ألف و350 شاحنة شهريًا إلى الشمال السوري خلال أيار الماضي.
وأوضح أن 567 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت إلى سوريا خلال الأسبوع الأول من حزيران الحالي.
وأشار إلى دخول ألف و350 شاحنة شهريًا إلى سوريا، خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، من نقطتي العبور الحدوديتين مع تركيا، المرخصتين بتفويض مجلس الأمن لإيصال المساعدات.
اقرأ أيضًا: الاحتياجات الإنسانية “مرتفعة بشكل لا يُصدّق” في شمال غربي سوريا
وجدد تأكيد الأمم المتحدة على أنه “رغم تلك العملية الهائلة، إلا أن الاحتياجات لا تزال عالية بشكل لا يصدّق في جميع أنحاء شمال غربي سوريا”.
ونبّه مرة أخرى إلى وجود 2.8 مليون شخص في شمال غربي سوريا بحاجة للمساعدات الإنسانية، بينهم مليون نازح يعيشون في مخيمات أو ملاجئ غير رسمية.
وكانت الأمم المتحدة طالبت أعضاء مجلس الأمن الدولي، في 19 من أيار الماضي، باتخاذ قرار يسمح باستمرار مرور المساعدات الإنسانية عبر معبري “باب السلامة” و”باب الهوى” إلى شمال غربي سوريا، لمدة 12 شهرًا إضافيًا.
وقال منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، حينها، إن “العمليات الإنسانية عبر المعابر في شمال غربي سوريا، هي شريان الحياة لملايين المدنيين الذين لا يمكن للأمم المتحدة أن تصل إليهم بطرق أخرى، لذا لا يمكن استبدالها، ويجب تجديد منح الإذن لها”.
وشدد لوكوك، في إحاطة لمجلس الأمن عبر دائرة تلفزيونية، على أنه “لا يمكن ترك القرار لآخر لحظة، لأن كثيرًا من الأرواح على المحك”.
وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدّم تقريره قبل موعده “كي تتاح الفرصة لاتخاذ قرار في الوقت المناسب لتجنب انقطاع المساعدات”.
وأشار لوكوك إلى أن التدهور السريع في الوضع الإنساني منذ كانون الأول 2019، والحاجة إلى التجهيز لمواجهة آثار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، تسببا بمضاعفة عبور شاحنات المساعدات من تركيا باتجاه شمال غربي سوريا.
–