أثبتت النتائج الأولية لدراسة لا تزال جارية، أن جينات حاملي فصيلة دم “O” قد تحوي نوعًا من المناعة ضد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) أكثر من غيرها، في حين ما زالت الدول تبحث عن لقاح طبي فعال بعيد عن الضغوط السياسية.
وفي نيسان الماضي، أسهمت شركة “23andMe“، المتخصصة في تقديم تحاليل الحمض النووي، بتوفير المعلومات للعلماء من أجل دراسة الدور الذي تلعبه جينات بعض الأفراد في تلقي عدوى “كورونا”، والأسباب وراء إصابة بعضهم بالأعراض الحادة، بينما قد يعاني آخرون من أعراض أقل شدة، أو قد لا تظهر عليهم أعراض المرض إطلاقًا.
وأعلنت الشركة النتائج الأولية للدراسة، في 8 من حزيران الحالي، وشملت أكثر من 750 ألف شخص، وفقًا لما نقلته شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية.
البيانات الأولية من دراسة “23andMe” الجينية لفيروس “كورونا” تبدو أنها تشير إلى أهمية فصيلة الدم التي يحملها المريض، والتي يحددها الجين “ABO”، ودورها في التأثر بالفيروس.
وخصت الدراسة فصيلة دم “O”، وقابلية أصحابها للتصدي للفيروس إلى حد ما.
وأشارت النتائج إلى أن نسبة إصابة أصحاب هذه الفصيلة بالمرض أقل بحوالي 9% إلى 18% مقارنة بفصائل الدم الأخرى.
وتعد هذه النتائج ثابتة مع عدد من المتغيرات، كالعمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم والعرق والأمراض المصاحبة.
ووفقًا لما ذكره الباحث المشرف على الدراسة آدم أوتون، لموقع وكالة “بلومبيرغ“، فإنه يبدو هنالك مفارقات قليلة في التأثر بالمرض بين فصائل الدم الأخرى، ويبدو أيضًا أن هناك بعض التقارير التي تربط بين “كورونا” وتجلطات الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية.
هذه التقارير تمنح أطراف الخيط للتعرف إلى الجينات ذات العلاقة، بحسب أوتون، الذي شدد على ضرورة التعاون في المجتمع العلمي للحصول على أكبر كمّ من البيانات الجينية التي من شأنها المساعدة في الحصول على نتائج أدق.
وتتوافق النتائج الأولية مع دراسات أخرى تبحث في العلاقة بين فصيلة الدم والدور الذي تلعبه في استقبال عدوى “كورونا” وأثره على الجسد.
وذكرت دراسة نُشرت في الصين، في آذار الماضي، أن أصحاب فصيلة الدم “O” يظهرون قابلية أكبر للتصدي للفيروس، بينما قد يهدد الفيروس بشكل أكبر أصحاب زمرة “A”.
اللقاح والسياسة
قال اللواء الأمريكي المتقاعد، الذي أسهم في تطوير لقاحات وقاد معهد الأبحاث العسكري، وولتر ريد، إنه إذا عجلت الضغوط السياسية في التوصل إلى لقاح ضد فيروس “كورونا” فإن ذلك أمر فظيع.
وقال الدكتور فيليب راسل، بحسب ما نشرته شبكة “CNN” أمس، الثلاثاء 9 من حزيران، “أثق بأن إدارة الغذاء والدواء لن تنزلق في السياسة، لكن هناك دائمًا إمكانية لحدوث ذلك”.
وتتسابق الدول والشركات حول العالم لتطوير لقاح ضد “كورونا” الذي أدى إلى وفاة 411 ألفًا و681 شخصًا، وأصاب سبعة ملايين و257 ألفًا و519 شخصًا آخرين.
وتجري عشرة فرق حول العالم، أربع منها في الولايات المتحدة، تجارب سريرية على لقاحات محتملة.
وتعدّ التجارب حتى الآن قليلة، لكن يرتقب أن تبدأ اختبارات واسعة النطاق يشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص في تموز المقبل.
ووفقًا لما قاله الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 16 من أيار الماضي، فإن جهود تطوير لقاح، التي أطلقت عليها إدارته اسم “عملية السرعة الفائقة” (Operation Warp Speed)، تمضي بسرعة قياسية.
وصرّح، في 15 من أيار الماضي، بأن إدارته تجاوزت كل العقبات البيروقراطية لإطلاق تجارب على لقاح في أسرع وقت على الإطلاق للفيروس الجديد.
وقبل طرحه في الأسواق، سيحتاج أي لقاح إلى موافقة “إدارة الغذاء والدواء” بعد خضوعه لعملية اختبار دقيقة من ثلاث مراحل.
وأوضح مدير “المعاهد الوطنية للصحة”، فرانسيس كولينز، في تصريحات نقلتها “CNN”، أنه إذا سارت الأمور بشكل جيد، فإن 100 مليون جرعة قد تتوفر أوائل العام المقبل.
ورد على تدخّل السياسة بلقاح “كورونا” وإمكانية تعجيله رغم عدم نجاحه بشكل أكيد، بقوله “بصفتي عالمًا، وطبيبًا، ومدير معاهد الصحة، سنتخذ تلك القرارات على أساس الأدلة الخاصة بكل لقاح فقط، ولن يتأثر هذا بأي عوامل أخرى قد تعرض الناس للخطر”.
وأضاف “أريد التأكيد لجميع من سمعوا (السرعة الفائقة)، وشعروا بقلق من أن ذلك يعني أننا نقلص من السلامة، إننا لن نقوم بذلك على الإطلاق”.
وأكد أنه “لن يقدم أي لقاح إلا بعد خضوعه لفحص شديد سواء من حيث سلامته وفاعليته”، وإذا تبين عدم توفر ذلك “فلن نمضي قدمًا مع ذلك اللقاح”.
–