استنكرت عدة شخصيات سورية معارضة المحادثات السورية الكردية- الكردية، حول مستقبل منطقة الجزيرة السورية.
وجاء في البيان، الذي نشرته “رابطة المستقلين الكرد” عبر “فيس بوك” أمس، الاثنين 8 من حزيران، “نستنكر التفاهمات بين المجلس الوطني الكردي وميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي، ونرفض مخرجاتها، ونؤكد استحالة فرض أي اتفاق لا يقبل به السوريون”.
ووقع على البيان، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، أكثر من 700 شخصية سورية بينهم سياسيون وصحفيون ومستقلون ومدنيون.
ومن أبرز أسماء الموقعين على البيان، رئيس الوزارء السوري المنشق، رياض حجاب، ورئيس “الحكومة السورية المؤقتة” سابقًا، جواد أبو حطب، ورئيسها الأسبق، أحمد طعمة، ورئيس “رابطة المستقلين الكرد”، عبد العزيز تمو، ورئيس الهيئة القانونية سابقًا في “الائتلاف السوري المعارض”، هيثم المالح، والممثلان عبد الحكيم قيطفان ونوار بلبل، وشخصيات سياسية أخرى منها برهان غليون وسمير نشار.
وبحسب البيان، فإن معلومات مسربة عن التفاهمات تفيد بالتوصل إلى توافق بين الطرفين على “إبقاء الإدارة الذاتية (لشمالي وشرقي سوريا) كحالة أمر واقع، من أجل تطويرها إلى فيدرالية أو حكم ذاتي يهدد وحدة سوريا”.
كما جاء في البيان أن هذه التفاهمات تتطرق إلى قضايا مصيرية، “تمس بشكل عام مصالح الشعب السوري، وتهدد بشكل خاص وجود بقية مكونات المنطقة وأمنهم وعيشهم المشترك، وتتجاهل دور الأغلبية من العرب والسريان والآشوريين والتركمان والأرمن والشركس وبقية الكرد”.
“رئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة”، مضر حماد الأسعد، قال في حديث لعنب بلدي اليوم، الثلاثاء، إن المحادثات لا تمثل جميع الكرد في شمال شرقي سوريا، و”على الإدارة الذاتية قطع علاقتها مع الأحزاب المصنفة إرهابية ومع النظام السوري وإيران قبل خوض المحادثات”.
وأضاف أنهم “يدعمون أي محادثات تشمل حلولًا سياسية في المنطقة، لكن يجب ألا تكون انفرادية، لأن نتائجها عكسية، ومثل هذه المحادثات تكرس انفصال منطقة الجزيرة السورية عن سوريا”.
وتواصلت عنب بلدي مع عضو “المجلس الوطني الكردي” فؤاد عليكو، اليوم، للتعليق على البيان، وأفاد أن بيانًا سيصدر حول ذلك، وصفه بـ”الهادئ في الإطار العام”.
ما المحادثات الكردية- الكردية؟
في 9 من تشرين الأول 2019، أطلق قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، مبادرة لـ”توحيد الخطاب السياسي الكردي”، عقب العملية العسكرية “نبع السلام” التي شنتها تركيا على مناطق شمال شرقي سوريا.
وخلال الأشهر الماضية كثفت وفود رسمية غربية جهودها الدبلوماسية، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردية السورية، وإنهاء حالة القطيعة بين الأطراف المتخاصمة، لا سيما “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) وأحزاب “المجلس الوطني الكردي”.
وتنتظر المحادثات مرحلة ثانية خلال الفترة المقبلة، بعد مرحلة أولى “إيجابية”، بحسب ما أعلنه عضو هيئة الرئاسة لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي” صالح مسلم، مطلع حزيران الحالي.
وأوضح مسلم أن أحزابًا كردية جديدة ستنضم للمرحلة الثانية، التي تبدأ بعد رد “المجلس الوطني الكردي”.
وقال عضو “المجلس الوطني الكردي” فؤاد عليكو، لعنب بلدي، إن “المجلس سيشارك في حوارات المرحلة الثانية”، ووصفها بأنها الأهم والأصعب لأنها سوف تتناول الملفات الأساسية في شرق الفرات.
–