شهدت المدن اللبنانية، أمس السبت 6 من حزيران، اشتباكات بين متظاهرين طالبوا بإسقاط حسان دياب ونزع سلاح “حزب الله”، وبين القوى الأمنية.
ونقلت وسائل إعلام محلية رشق محتجين لقوات الأمن بالحجارة ضمن ما عرف بـ”حراك 6 حزيران”، والتي ردت بدورها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى اشتباكات بين متظاهرين وعناصر قال الإعلام المحلي إنهم تابعون للحزب ولحركة “أمل”، امتدت لتشمل اشتباكات بالأسلحة الخفيفة في “كورنيش المزرعة”.
ووفقًا لصحيفة “المدن“، حاولت هذه العناصر الاعتداء على المتظاهرين، وأطلقت شتائم طائفية تناقلتها وسائل الإعلام.
وقالت الصحيفة إن الاحتجاج على هذه الشتائم امتد إلى عدة مناطق لبنانية.
اشتباكات أمس خلفت ردود فعل واسعة من قبل رئيس الجمهورية، ميشيل عون، ورئيس مجلس النواب، نبيه بري، وشخصيات سياسية وإعلامية أخرى.
الآلاف في الشوارع وخسائر في الممتلكات
لم تمر المظاهرات أمس مرور الكرام، إذ انتشرت عشرات الصور عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تظهر خسائر في الممتلكات العامة، نتيجة ما أطلقت عليها وسائل الإعلام المحلية اللبنانية “أعمال شغب”.
وقالت صحيفة “النهار” اللبنانية، إن 11 جريحًا نقلوا إلى المستشفيات، وعالج الصليب الأحمر 26 إصابة في مكان الاحتجاجات.
من جهته قال الجيش اللبناني في بيان نقلته محطة “M tv” اللبنانية، إن 25 عنصرًا أصيبوا بجروح نتيجة الاشتباكات مع المتظاهرين.
واعتبر البيان أن قيادة الجيش “ترى أن لبنان اجتاز أمس أحداثًا من شأنها جره إلى منزلق خطير يطيح بالوحدة الوطنية”.
فيما قالت المحطة التلفزيونية، إن “عاملًا جديدًا” دخل على الثورة اللبنانية لم يوجد في مظاهرات “17 تشرين”، وهو المطالبة بإسقاط الرئيس ميشيل عون وحكومة حسان دياب وتطبيق القرار 1559 القاضي بنزع سلاح “حزب الله”.
ووصفت القناة أن “هذا البعد السياسي يستدعي حبس الأنفاس حيال تداعياته المحتملة”.
ردود فعل سياسية
علّق عدد من الساسة اللبنانيين على مظاهرات واشتباكات الأمس، وقال رئيس الجمهورية، ميشيل عون، إن ما جرى أمس “جرس إنذار”، مذكرًا بالحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1990)، معتبرًا أن الشتائم لا تحقق العيش الكريم بحسب تعبيره بحسب صحيفة “النهار” اللبنانية.
فيما قالت محطة “M tv” اللبنانية، اليوم الأحد 7 من حزيران، إن الدعوات لانتخابات مبكرة أو تشكيل حكومة وطنية “لا تلقى ترحيبًا من عون”.
ومن جهته قال رئيس مجلس النواب، نبيه برّي، إن أي صوت يروّج للفتنة بين أبناء لبنان هو “صوت عبري. وملعون من يوقظ الفتن”.
فيما قال رئيس الحكومة اللبنانية، حسان دياب، في تغريدة عبر “تويتر” أمس، إنه يدين بـ”أشد العبارات كل الهتافات والشعارات الطائفية”.
إن رئاسة الحكومة تدين وتستنكر بأشد العبارات، كل هتاف أو شعار طائفي مذهبي، ولا سيما التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة (رض).. وتهيب بجميع اللبنانيين وقياداتهم السياسية والروحية التحلي بالوعي والحكمة والتعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية المكلفة حماية الاستقرار والسلم الأهلي
— Hassan B. Diab (@Hassan_B_Diab) June 6, 2020
وعلق النائب السابق في البرلمان اللبناني، والرئيس الأسبق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، في تغريدة عبر “تويتر”، أن الأهم في هذه الظروف ألا يقع اللبنانيون في “لعبة الأمم على حساب وحدتهم الوطنية”، بحسب وصفه.
اهم شيء في هذه الظروف ان لا نقع في لعبة الامم على حساب الوحدة الوطنية في لبنان . pic.twitter.com/BqsXs7YCIi
— Walid Joumblatt (@walidjoumblatt) June 6, 2020
فيما قال رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، إن أهداف الحراك هي “معيشية وإصلاحية”، لذا من الضروري الالتزام بها لتحقيقها.
إن الأهداف التي تحرّك الشعب اللبناني برمته من أجلها، من شمال لبنان إلى جنوبه، ومن بحره إلى سهله، هي أهداف معيشية إصلاحية. لذلك، من المهم جداً الالتزام بهذه الأهداف بغية الوصول إلى تحقيقها وعدم تشتيت الجهود في اتجاهات مختلفة ممكن أن تؤدي إلى إفشال الحراك. #لبنان_ينتفض
— Samir Geagea (@DrSamirGeagea) June 6, 2020
رجال الدين على خط الأزمة
مع محاولة تحويل المظاهرات اللبنانية إلى تحركات تحمل صبغة طائفية أدت إلى الاشتباكات، في مشاهد تذكر بالحرب الأهلية اللبنانية، دخل رجال الدين على خط الأزمة.
ومع إصدار “حزب الله” لبيان أدان من خلاله العبارات الطائفية، معتبرًا أن هذا الأمر “مرفوض ومستنكر”، حذرت دار الفتوى اللبنانية من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية، كما رفضت الشتائم التي طالت السيدة عائشة، زوجة النبي محمد، في أثناء التظاهرات.
وقال البطرك بشارة بطرس الراعي اليوم، إنه “يأسف لإدخال المعتقد الديني في الانقسام السياسي”، مؤكدًا أن المتظاهرين على حق في مطالبهم وثورتهم.