قُتل أحدهما ونجا الآخر.. حادثتا خطف ترعبان سكان الرقة
الرقة – عبد العزيز صالح
“ليس لنا أعداء ولا أتهم أحدًا.. لكن الله وحده يعلم من خطف ولدي ليقتله”، بكثير من الألم وقليل من الصبر يتحدث عبد الرزاق خليل عن مقتل طفله خليل في الرقة بعد أيام من خطفه، في حادثة أثارت ضجة في المدينة، بسبب الطريقة الوحشية التي قُتل فيها.
روى عبد الرزاق لعنب بلدي حادثة خطف ابنه ذي الأربعة أعوام، وقال إنه خُطف في أواسط شهر رمضان، بتاريخ 17 من أيار الماضي، من أمام المنزل، وبحثت العائلة في كل الأماكن القريبة من المنزل لكن دون جدوى.
وأضاف عبد الرزاق، “بعد فشل البحث في الحارات والأزقة القريبة، بحثنا في كامل المدينة، وساعدنا عدد كبير من الأهالي، وتضامن معنا كثيرون على مواقع التواصل، لكن لم نجده”.
وبعد عشرة أيام من البحث المتواصل، عثر مواطنون من المدينة على الطفل في بناء مهجور ليس بعيدًا عن منزل العائلة، مقتولًا بعدة طعنات بآلة حادة، وهو ما أكده الطب الشرعي في الرقة.
لم يترك الفاعلون أدلة وراءهم، بحسب عبد الرزاق، ولم يتكلم الأب ليوم كامل إثر تلك الصدمة التي لا يزال يعاني منها حتى بعد عدة أيام على دفن ولده.
حمّل والد الطفل الجهات الأمنية في الرقة بعض المسؤولية عن منع عمليات الخطف، خاصة أنها تضع كاميرات مراقبة في معظم شوارع المدينة.
وتحولت حادثة مقتل الطفل خليل إلى قضية رأي عام في الرقة، ولاقت تضامنًا واسعًا بين الناشطين والأهالي، الذين تداولوا صورته على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.
وتواصلت عنب بلدي مع مديرية الأمن الداخلي في الرقة، للتعليق على الحادثة، وقالت إن التحقيق مستمر وجميع المعلومات حول التحقيق غير قابلة للنشر.
قصة أخرى عاشتها المدينة بعد أيام على حادثة الطفل خليل، إذ خطف مجهولون الطفل محمود الشاهين، الذي كان محظوظًا وتركه خاطفوه بعد ساعات.
تحدث مصطفى شاهين، وهو عم الطفل محمود، لعنب بلدي عن الحادثة، موضحًا أن الطفل ذا العشرة أعوام كان يساعد والده في رعي الأغنام بالقرب من قريتهم صفيان بريف الرقة الشمالي، (تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”) حين خطفه مجهولون يستقلون سيارة.
خُطف محمود أمام عيني والده، بسيارة مغلقة لونها أزرق، على بعد مئات الأمتار من والده الذي كان ينتظر وصول حصّادة القمح ليحصد محصوله.
قال عم الطفل، إن السيارة توقفت أمام محمود وبداخلها خمسة أشخاص، وسألوه عن طريق يؤدي إلى قرية حزيمة القريبة، وطلبوا منه الاقتراب أكثر إلى الباب، وسألوه إذا كان يعرف شخصًا بداخلها، ثم نزل ثلاثة منهم بسرعة وأغلقوا فمه، وسرقو أيضًا ثلاثة أغنام معهم، ثم كبلوا الطفل من يديه ورجليه، ووضعوا قطعة قماش في فمه، وعصبوا عينيه، ثم وضعوه أسفل أقدامهم داخل السيارة، واتجهوا بسرعة بين الحقول.
في أثناء ذلك لاحظ والد الطفل السيارة، وبحث عن الطريق الذي سلكته، وبدأ يسأل الناس عنها في الطريق لكن دون جدوى.
وأضاف عم الطفل أن الخاطفين رموا الطفل بعد ساعتين في جرف وتركوه مربوطًا، إثر سرعة تداول خبر اختطافه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشار مواصفات السيارة التي خطفته، واستطاع الطفل بعد محاولات تحرير يديه وبقية جسده، ثم مشى مسافة طويلة بين الحقول حتى وصل إلى قرية أوصله أهلها إلى أهله.
وختم أن محمود بصحة جيدة، وتوجد فقط آثار الحبل في يديه، لكنه يعاني من صدمة نفسية بعد ما عاشه من خوف.
حادثتان عاشتهما مدينة الرقة، فتحت أعين سكانها على ضرورة الحذر أكثر لحماية أطفالهم من عمليات مشابهة.
الكاتب أحمد الصالح ابن مدينة الرقة، أوضح لعنب بلدي أن حوداث الخطف ليست جديدة وموجودة منذ أكثر من عامين، لكنها اختفت لفترة وعادت الآن، وسط حديث عن تجارة أعضاء وطلب فدية، لم يجرِ التحقق منها.
كما أثرت حوادث الخطف الجديدة على سكان المدينة، فبدؤوا يأخذون أقصى درجات الحذر، وهذا ما صار ملاحظًا بعد أن أفشل الأهالي ثلاث عمليات خطف لأطفال من الرقة والقرى المحيطة بها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :