مع غياب الوسائل الحديثة..
أربع طرق يبتكرها سكان إدلب لتبريد مياه الشرب
عنب بلدي – إدلب
يبادر السكان في محافظة إدلب، مع اشتداد درجات الحرارة وازدياد الحاجة إلى مياه الشرب الباردة، إلى إيجاد وسائل تساعدهم على تبريد المياه، مع غياب وسائل التبريد الحديثة.
قوالب الثلج
يبيع زكريا البرهو، وهو مندوب لبيع الثلج (البوظ) في مدينة إدلب، اللوح للسكان بسعر يصل إلى ألفي ليرة سورية، إذ تصل تكلفته في معامل التصنيع إلى 1500 ليرة، يُضاف إليها 150 إلى 200 ليرة عند بيعها لمندوب التوزيع.
تحدث زكريا لعنب بلدي عن ارتفاع أسعار الثلج في شهر رمضان الماضي، وبلغ سعر اللوح دولارًا واحدًا للمندوبين الذين يشترون من المصانع التي حصرت التعامل بالدولار حينها (كان الدولار يقابل 1600 ليرة تقريبًا)، ليصل السعر في السوق إلى خمسة آلاف ليرة، وبعد انتهاء الشهر عادت إلى سعرها القديم (حوالي ألفي ليرة).
وتصنّع الألواح بوضع قوالب معبّأة بالماء والملح ومواد أخرى في حوض كبير مصنّع من الصفيح المعدني مملوء بماء ومانع للتجمد.
ثم يُصعق الماء في الحوض الكبير بالكهرباء لمدة أربع أو خمس ساعات حسب حرارة الجو، ما يؤدي إلى تجمد الماء داخل القوالب، وبعد ذلك، تحفظ على برودتها في مبردات كبيرة تعمل على الكهرباء.
استخدام ألواح الثلج للتبريد طريقة لا يحبذ استخدامها إبراهيم مصري، وهو من سكان مدينة بنش، لأن الألواح تُضفي طعمًا “غريبًا” على مياه الشرب، كما أنها تحتوي مواد كيميائية قد تتسبب بالضرر وخاصة للأطفال، وتصلها الأوساخ والغبار لبيعها على “البسطات”.
بالإضافة إلى أنها تذوب بسرعة، لذلك يحب حفظها بـ”الترامس”، التي من الممكن أن تحافظ عليها لمدة تتراوح بين خمس وسبع ساعات، بحسب حجم اللوح.
التبريد بأكياس “الخيش”
ولجأ بعض من السكان إلى استخدام طرق بدائية في تبريد مياه الشرب، في ظل غياب قدرتهم على شراء ألواح الثلج، فاستخدموا طريقة التبريد بأكياس “الخيش”.
شرح عبد الستار عبدو (50 عامًا) من بلدة بداما، لعنب بلدي، التبريد بأكياس “الخيش”، إذ يُلف الوعاء بقطعة من قماش “الخيش” وتُبلل بالمياه وتُعرض للهواء، وهذا ما يجعل الماء باردًا.
وقال عبد الستار، إن غياب وسائل تبريد المياه الحديثة دفعته للرجوع إلى الوسائل البدائية التي كان يستخدمها أجداده.
حفرة في الأرض للتبريد
محمد الياسين، يقيم مع عائلته في مخيمات منطقة “مشهد روحين” على الحدود السورية- التركية، وجد طريقة مختلفة لتبريد المياه لا تعتمد على وسائل، وإنما على حفرة في الأرض فقط، وألهمه البدو الرحّل لاستخدامها، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
تعتمد الطريقة، التي بدأ محمد باستخدامها لعدم توفر الثلج وغلاء سعره وغياب الكهرباء عن المخيم، على دفن الوعاء الحافظ للماء في حفرة بالأرض.
يعطي الدفن برودة للماء، “كأنها كانت موضوعة في براد”، وتُعطي هذه الطريقة الماء طعمًا لذيذًا، وأفضل من إضافة الثلج عليه، بحسب محمد.
“الخابية”
جرة الفخار المصنوعة من الطين، أو “الخابية” كما يسميها سكان أرياف مدينة إدلب، طريقة اتُبعت قديمًا لحفظ المياه.
عاود السكان استخدامها، في ظل غياب التقنيات الحديثة لتبريد المياه، وأحدهم خليل حاج خليل (55 عامًا) من مدينة جسر الشغور.
قال خليل لعنب بلدي، إن بعض الناس يلجؤون لمادة الفخار أو “الخابية” لأنها تحافظ على برودة المياه، فهي مصنوعة من الطين ومعرضة لدرجة حرارة عالية في أثناء الصنع.
وأضاف خليل أن جرار الفخار تُؤمَّن من بلدة آفس في ريف إدلب، وما زالت موجودة في بعض البيوت، كونها تعتبر من التراث السوري أيضًا.
وتعد إدلب من أكثر المناطق السورية افتقارًا للخدمات بفعل العمليات العسكرية المتواصلة، بينما قدرت الأمم المتحدة احتياجات السوريين لعام 2019، أن 15.5 مليون سوري بحاجة للمساعدة في قطاع الماء والصرف الصحي والنظافة، 6.2 مليون منهم بحاجة حادة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :