“الطنطورية”.. شهادة من تاريخ فلسطين
خطت الكاتبة المصرية رضوى عاشور في روايتها “الطنطورية” نحو 460 صفحة، روت من خلالها مأساة الشعب الفلسطيني، متمثلة في حكاية رقية، الشخصية المتخيلة، وتفاصيل حياتها منذ طفولتها حتى صارت جدة.
بدأت رقية حياتها في قرية الطنطورة الواقعة على الساحل الفلسطيني جنوبي مدينة حيفا، شاهدة على مقتل أبيها وأخويها في مذبحة جرت في قريتها عام 1984، كما شهدت بعدها على مذبحة مخيمي “صبرا” و”شاتيلا” في لبنان، مرورًا بالحرب الأهلية اللبنانية وأزمة الفلسطينيين فيها.
عكست الكاتبة أمل الفلسطينيين بالعودة، في مشهد إقفال أهالي قرية الطنطورة أبواب منازلهم بالمفاتيح، في أثناء هروبهم حين بدأت المذبحة، والتي احتفظت بها نساء القرية في سلسلة، وضعنها على أعناقهن، ومنهن والدة رقية بطلة الرواية، التي ورثت منها مفتاح منزلهم، وأورثته لحفيدتها من بعدها.
وأثرت الكاتبة روايتها بمعلومات حول فلسطين وطبيعتها وقراها وبساطتها وأهلها وعاداتهم، وصوّرت في تفاصيلها بحر القرية ورماله ولعب الأطفال والأعراس الفلسطينية وحلقات الدبكة.
كما ضمّنتها معلومات تاريخية حول سقوط مدن حيفا وصفد ويافا وعكا، وتحدثت فيها عن بشاعة مجزرة “دير ياسين”، وتفاصيل رحيل السكان، وحكايات المهجرين منهم في بلاد اللجوء.
صدرت الرواية عن “دار الشروق” عام 2010، وحصلت على تقييم 4.32 من أصل 5 على موقع “Goodreads” لتقييم الكتب ومناقشتها.
ولدت الأديبة المصرية والأستاذة الجامعية رضوى عاشور في مدينة المنيل بمصر، وتوفيت في تشرين الثاني 2014، عن عمر ناهز 68 عامًا، بعد معاناة مع مرض السرطان.
وتعتبر عاشور من أشهر الروائيات والناقدات الأدبيات في العالم العربي، وهي زوجة الأديب الفلسطيني مريد البرغوثي، ووالدة الشاعر تميم البرغوثي.
حازت عاشور جوائز عدة خلال مسيرتها الحافلة، أهمها جائزة “أفضل كتاب” لعام 1994 عن “ثلاثية غرناطة”، وجائزة “قسطنطين كفافيس” الدولية للأدب في اليونان عام 2007، وجائزة “تركوينيا كارداريللي” في النقد الأدبي بإيطاليا عام 2009، وجائزة “سلطان العويس” للرواية والقصة عام 2012، وغيرها من الجوائز.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :