ريف حماة – إياد عبد الجواد
يعاني مزارعو ريف حماة من تراجع إنتاج محصول القمح في الموسم الحالي مقارنة بالمواسم السابقة، مع تقييد للحركة وصعوبة في زراعة المحصول.
ويُرجع مزارعون محليون تلك الصعوبة إلى سيطرة قوات النظام السوري على مساحات زراعية واسعة في سهل الغاب بريف حماة، بالإصافة إلى قرب خطوط الاشتباك من الأراضي الزراعية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة.
خناق أمني على الأراضي الزراعية
تعرضت منطقة سهل الغاب الممتدة من بلدة قلعة المضيق جنوبًا حتى قرية القرقور شمالًا خلال عام 2019 لعملية عسكرية شنتها قوات النظام، وشملت معظم الأراضي الزراعية في المنطقة، ما أدى إلى انقطاع الأهالي عن أراضيهم بعد نزوح أغلبهم إلى المناطق الحدودية شمال غربي سوريا، بحسب ما قاله المهندس الزراعي أنس طربوش لعنب بلدي.
وخلال العام الحالي، زرع بعض المزارعين، رغم المخاطر الأمنية، محصول القمح في القرى التابعة لناحية الزيارة في القسم الشمالي من سهل الغاب.
وكانت زراعة محصول القمح هناك بطرق بدائية للتخفيف من التكاليف المرتفعة، وخوفًا من أن يتم كشف وجودهم من قبل قوات النظام فيُستهدفون، الأمر الذي أدى إلى نمو المحصول بشكل بطيء مقارنة بمواسم ماضية، ما تسبب بانخفاض الإنتاج الزراعي من محصول القمح في المنطقة، بحسب المهندس الزراعي.
زراعة بمعدات بدائية
اختصر المزارعون في منطقة سهل الغاب عمليات الزراعة المتمثلة بالفلاحة الصيفية التي كانت تعتمد سابقًا على آلة “السكة”، وأيضًا “التنعيم” وتهيئة الأرض قبل الزراعة، وكان كل ذلك كسبًا للوقت وخوفًا من استهدافهم من قبل الحواجز الأمنية المحيطة بالمنطقة، فعملوا على الزراعة بطريقة “الجلد” لتخفيف الأعباء الاقتصادية وتسريع عملية الزراعة، وفق المهندس أنس طربوش.
وخلال الموسم الحالي، عمل المزارعون على رش بعض المبيدات الحشرية الخاصة بالمزارع الكبيرة، وفق المهندس أنس طربوش، الأمر الذي انعكس سلبًا على إنتاجية محصول القمح.
بينما يعانون خلال فترة الحصاد، في حزيران الحالي، من تحكم أصحاب الحصّادات والآليات الخاصة بالنقل ورفع أجورها.
رغم الاستثمار.. تراجع في زراعة القمح
رئيس المجلس المحلي في منطقة زيزون بسهل الغاب، أحمد نعسان، قال لعنب بلدي، إن زراعة القمح تراجعت عن الأعوام السابقة نتيجة الأوضاع الأمنية والتكلفة الزراعة الباهظة المرتبطة بارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية، إضافة إلى ارتفاع سعر المحروقات.
وكانت المجالس المحلية في سهل الغاب تأتي بمشاريع زراعية تدعم الفلاح، كالسلة الزراعية والأسمدة والمبيدات والبذور، وفق نعسان، أما الآن فلم تدعم أي منظمة الزراعة في المنطقة نتيجة الأوضاع غير المستقرة.
خطة للاستثمار الزراعي في المنطقة
أعلنت رئاسة مجلس الوزراء في حكومة النظام السوري مؤخرًا، عن خطة زراعية لاستثمار مناطق سورية مع التركيز على منطقة سهل الغاب بريف حماة للمرحلة المقبلة، و”ذلك من أجل مواجهة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وتعزيز مفهوم الاعتماد على الذات”، بحسب تعبيرها.
رئيس مجلس الوزراء، عماد خميس، الذي ترأس الوفد الحكومي للاجتماع مع المؤسسات الزراعية المعنية بسهل الغاب، في 5 من حزيران الحالي، كلّف مدير زراعة حماة، ومديرين في أربع محافظات أخرى، بالبدء باستثمار الأراضي الزراعية داخل الوزارات والجهات العامة، ووضع خارطة للبدء بتوظيفها بالإطار الصحيح على المدى القريب والمتوسط والبعيد.
وطلب من وزارة الزراعة التنسيق مع جميع الوزارات لوضع خطة لاستثمار الحيازات التي تملكها من أراضٍ وأملاك قابلة للزراعة، إضافة إلى الاستفادة من الأراضي الملحقة بالمباني الحكومية واستثمارها بالزراعة.
لكن الخطة قد لا تعود بالفائدة على المزارعين المحليين، وسط استمرار مخاوفهم وعملهم بشكل شبه سرّي، مع إقامة جزء كبير منهم في مناطق النزوح.
ولا تشير بيانات فريق “منسقو الاستجابة” إلى عودة نازحين من إدلب وريفها مؤخرًا إلى مناطق ريف حماة، إذ عاد 26.63٪ من إجمالي عدد النازحين الذي فاق المليون حتى 22 من أيار الماضي، واقتصرت وجهات العودة الموثقة على أرياف إدلب وريف حلب الغربي.