لماذا يخرج الشاب من المعتقل مكللًا بالغار وتخرج الفتاة مككلة بالعار؟!
معتز مراد
هل الاعتقال أو ما يتعرض له الشباب داخل المعتقل في سبيل استرداد حريتهم وكرامتهم، يعتبر وسام شرف لهم فقط؟ أم أن هذا أيضا وسام شرف للفتيات اللاتي مررن بنفس الظروف ربما؟
هل يؤدي الاعتقال والتعذيب وربما ما هو أكثر من ذلك، إلى فقدان الفتاة أو المرأة لاحترام مجتمعها لها أم أن الأمر عكس ذلك تمامًا؟!
إذا لاحظنا كل النساء اللواتي شاركن في الثورة وتعرضن للاعتقال أو التعذيب، هن اليوم مدعاة فخر وحديث الجميع، الكل يتحدث عن بطولتهن وشجاعتهن، الكثير اليوم يتحدث (سواء كان من المتدينين أم من غير المتدينين) عن فدوى سليمان ويمان القادري وطل الملوحي ومي سكاف ومروة الغميان وغيرهن الكثيرات.
في المقابل نجد غيرة الشباب الثائر على الفتيات اللواتي اعتقِلن أو أهانهنّ النظام، وتمني أؤلئك الشباب أن ينالوا شرف الارتباط بإحدى هؤلاء الحرائر.
إذًا لم يُنقِص اشتراك النساء في الثورة، من شرف وطهارة وحشمة بناتنا الثائرات ضد الظلم والقهر، بل زاد شرفهن شرف الانتماء للثورة المجيدة.
من البديهي أن يخاف الأهل على بناتهم مما قد يفعله بهم النظام وشبيحته، ومن البديهي أن يحاولوا منعهم من الخروج للتظاهر أو العمل الثوري في ظل نظام مجرم كالنظام السوري، ولكن هؤلاء الأهل أنفسهم تجدهم ينظرون للشخصيات السابقة من نساء الحرية بفخر وإعجاب.
هناك دافع لهؤلاء الفتيات والنساء الحرائر للقيام بكل ذلك، دافع أكبر من الخوف على الشرف والعرض وكلام بعض الناس، الذين لا يمارسون دورا سوا التخويف والتثبيط. هذا الدافع هو شيء أزلي خلقه الله في الإنسان، سواء كان رجلًا أم امرأة، هو عشق الحرية، وفي حالات كثيرة نراها أمام أعيننا، هو الاستعداد للموت في سبيل استرداد الكرامة المسلوبة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :