أسعار المتة تحلّق.. خلاف بين “كبور” ومؤسسة التجارة
تشهد مادة المتة في سوريا ارتفاعًا في سعرها الذي بلغ في بعض أنواعها ألفًا و800 ليرة سورية للعلبة بوزن 200 غرام، ووصل إلى ثلاثة آلاف، ما خلق عجزًا عن شرائها لدى المواطن السوري، ودفع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لخوض خلافات مع المؤسسة المعتمدة لاستيرادها وتوزيعها في سوريا.
ونشبت الخلافات بين وزارة التجارة وحماية المستهلك في حكومة النظام السوري، ومجموعة “كبور” المستورد والموزع الرئيس لها، حول تحديد سعر علب المتة التي تباع إلى التجار والمواطنين، بحسب مصادر لعنب بلدي مطلعة على القضية.
وطلبت الوزارة من “كبور” بيع علبة المتة بسعر من 300 إلى 700 ليرة سورية كحد أقصى حسب وزنها، ما قوبل بالرفض من قبل الشركة المعتمدة، لأن هذا السعر يعتبر بمثابة بيعها بخسارة، إذ إن تكلفة استيرادها من الأرجنتين تصل إلى ألف ليرة سورية.
وتحاول الوزارة من خلال وضع أوزان جديدة لعلب المتة (125 غرامًا، و150 غرامًا، و200 غرام، و250 غرامًا وحتى 500 غرام)، أن تخلق تنوعًا بالسعر حسب الوزن، بما يناسب قدرة المواطن الشرائية.
إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، فموزعو الجملة يبيعون نوع “بيبوري” 200 غرام إلى المحلات بألف و200 ليرة سورية، ويبيعها أصحاب المحلات إلى المواطن بألف و800 ليرة، وذلك لأن موزعي الجملة يحصلون عليها من مجموعة “كبور” بألف و100 ليرة.
وذكرت صحيفة “البعث” التابعة لحكومة النظام السوري اليوم، الاثنين 1 من حزيران، أن سعر علبة المتة لإحدى الماركات وزن 500 غرام، وصل إلى نحو ثلاثة آلاف ليرة سورية.
وبحسب استطلاع أجرته الصحيفة فإن عددًا من أصحاب محال البيع بالمفرّق يؤكدون انقطاعهم من المادة منذ أسبوع.
65 مليون يورو قيمة مستوردات المتة في سوريا
وكشفت مصادر في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية لصحيفة “البعث” استيراد 24 ألفًا و799 طنًا من مادة المتة خلال عام 2019، بقيمة بلغت 28 مليونًا و537 ألفًا و287 يورو.
بينما جرى استيراد 33 ألفًا و407 أطنان متة بنحو 36 مليونًا و363 ألفًا و977 يورو خلال 2018، وفقًا لـ”مؤسسة المتة الوطنية الأرجنتينية“، التي تستورد منها سوريا 99.7% من حاجتها من المتة سنويًا.
وكانت تلك الأرقام “تاريخية” في الأرجنتين، حسبما ذكرت صحيفة “Buenos Aires Times“، واعتبر رئيس “مؤسسة المتة الوطنية الأرجنتينية”، ألبيرتو راي، في حديثه لإذاعة محلية، في شباط الماضي، أن ارتفاع الصادرات كان “مفاجئًا”، لأنها انتقلت من معدل 30 ألف طن إلى 43 ألف طن خلال عام واحد.
واستوردت سوريا عام 2015 نحو 24 ألف طن بقيمة 23 مليون يورو، وتجعل هذه الأرقام المتة في المرتبة الثانية بين قائمة المستوردات من المشروبات الساخة بعد الشاي.
ولفتت الصحيفة إلى أن المتة تستنزف كتلة مالية كبيرة من القطع الأجنبي، متسائلة عن الفائدة التي يجنيها الاقتصاد من استيراد المادة، ودعت إلى الاعتماد على الزهورات والمليسة والزوفا والبابونج والزعتر والميرمية بدل المتة.
ووصلت القيمة الفعلية لمستوردات سوريا عام 2019 إلى نحو خمسة مليارات و600 مليون يورو للقطاعين العام والخاص، مقابل ستة مليارات و500 مليون يورو خلال 2018، وفقاً لبيانات سابقة أصدرتها وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية.
وظهرت حملات عبر “فيس بوك” لمقاطعة المادة، منها صفحة “بطل سورية بشرب المتة”، ورفع أصحابها شعارات “تعال نشربك شاي وزهورات” عوضًا عن المتة، في دلالة على غلاء أسعارها.
وبعدها، أعلنت الشركات المستوردة للمتة في بيان لها أنها بدأت في أيار الماضي ضخ كميات كبيرة، وستستمر بذلك دون توقف بما يكفي حاجة السوق وبأسعار أقل مما هو متداول حاليًا، لتنهي حالة ارتفاع الأسعار التي شهدتها خلال عطلة العيد.
وبقيت المتة ضمن قائمة المواد التي يُسمح بتمويل استيرادها وفق سعر الصرف الرسمي البالغ 435 ليرة، لكن مستوردي المادة أكدوا سابقًا أنّ شحنات المتة المستوردة منذ بداية النصف الثاني من 2019 لم تعد ممولة بسعر الصرف الرسمي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :