تحركات نشطة من الجانبين.. هل تتمكن إسرائيل من إرضاخ إيران و”حزب الله” في سوريا

  • 2020/05/31
  • 4:10 م

مقاتلون من لواء الحسين المدعوم من إيران خلال معارك الحجيرة بريف دمشق - 2013 (AP)

عنب بلدي – القنيطرة

تزايدت تحركات “حزب الله” اللبناني وإيران في الجنوب السوري، خاصة في محافظة القنيطرة، ضمن مناطق وقف إطلاق النار التي لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن الشريط الحدودي مع الجولان المحتل.

بينما بدأت إسرائيل برفع جاهزيتها من أقصى شمالي القنيطرة إلى أقصى جنوبها، حيث لا تكاد سماء القنيطرة والجولان تخلو من طيران الاستطلاع الإسرائيلي الذي يراقب الحدود.

مراسل عنب بلدي في القنيطرة رصد ازديادًا في عدد الدوريات الإسرائيلية المسيّرة على الشريط الحدودي، والتي تشاهد بالعين المجردة ليلًا ونهارًا.

وتعتبر بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي ضمن نفوذ “حزب الله”، كونها تقع في سفح جبل الشيخ، الذي يقابله من الطرف الآخر بلدة شبعا اللبنانية.

وتستهدف إسرائيل أي تحرك لمقاتلي “حزب الله” وإيران، وآخرها كان في 24 من أيار الحالي، عندما استُهدفت سيارة عسكرية تابعة لـ”الحزب” بقذائف المدفعية قرب الشريط الحدودي جنوب غربي بلدة حضر، وقُتل إثر ذلك عنصر وأُصيب آخر.

جنود إسرائيليون يقفون بجوار قذائف ووحدة مدفعية متنقلة بالقرب من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع سوريا في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل- 26 من آب 2019 (رويترز)

وسبق أن قصف الجيش الإسرائيلي بالصواريخ، في 5 من آذار الماضي، مواقع عسكرية لقوات النظام السوري وميليشيا “حزب الله” اللبنانية في محافظة القنيطرة.

كما استهدفت إسرائيل مرات عدة مواقع لقوات النظام وأخرى قالت إنها مواقع وأرتال لميليشيات تدعمها إيران، وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في 15 من كانون الثاني 2019، إيران بمغادرة سوريا “سريعًا”، قائلًا إن حكومته مستعدة لـ”خوض حرب شاملة عند الحاجة”.

وتوعد وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في 5 من أيار الحالي، بحسب قناة “كان 11” الإسرائيلية، بمواصلة العمليات في سوريا حتى تخرج القوات الإيرانية منها، معتبرًا أن وجود قوات إيرانية في سوريا قرب الحدود يشكل تهديدًا خطيرًا.

وخلال اللقاء قال بينيت، “إيران ليس لديها أي شيء في سوريا، ودخلت إليها خلال الحرب الأهلية فيها منذ ست سنوات. في الفترة الأخيرة بدأت القوات الإيرانية بالتمركز قرب الحدود مع إسرائيل، وتشكل هذه القوات تهديدًا أمنيًا وخطرًا على مدن إسرائيل مثل تل أبيب وحيفا وغيرها”.

وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت يتحدث في مؤتمر منتدى كوهيليت في القدس- 8 من أيار (AFP)

وكان رئيس قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أهارون حليوة، قال في مقابلة مع قناة “واللا” الإسرائيلية، في 29 من نيسان الماضي، إن “الأسد يفهم، أو بدأ يفهم، أن الإيرانيين الذين جاؤوا لمساعدته ضد تنظيم داعش بهدف إنقاذه، هم أنفسهم اليوم يشكلون خطرًا على استمرار حكمه وقدرته على إعادة الإعمار”.

وأضاف حليوة أن إمكانية إيران للبقاء في سوريا انخفضت عن السابق، مشيرًا إلى أن النشاط العسكري الإسرائيلي بشكل سري ضد الوجود الإيراني في سوريا زاد خلال الآونة الأخيرة.

هذه المطالب لم تلقَ آذانًا صاغية من السلطات الإيرانية، التي جددت من خلال تصريحات مسؤوليها مواقفها الرامية إلى البقاء في سوريا ودعم النظام السوري.

وبينما تحدثت مصادر أمنية إسرائيلية عن بدء انسحاب قوات إيرانية من سوريا بسبب الغارات الإسرائيلية، رصدت عنب بلدي إعادة تموضع وانتشار لهذه القوات وليس انسحابها.

وأصدرت وزارة الخارجية الإيرانية، في 16 من أيار الحالي، بيانًا حول الاجتماع الذي دار بين كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة، علي أصغر خاجي، وسفير سوريا في طهران، عدنان محمود، والذي بحثا فيه آخر التطورات في سوريا والعلاقات بين البلدين.

وأكد خاجي، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، استمرار دعم بلاده لسوريا في حربها ضد “الإرهاب”، واستمرار التعاون الاستراتيجي بين إيران وسوريا وروسيا في هذا المجال.

 مناطق انتشار الميليشيات في القنيطرة

رجال يرتدون الزي العسكري يركبون شاحنة صغيرة في القنيطرة، على الجانب السوري من خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريا، كما يُرى من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل- 26 من تموز 2018 (رويترز).

الناشط الإعلامي السوري المعروف بـ”نور أبو حسن”، الذي لا يزال في القنيطرة، قال لعنب بلدي إن الميليشيات الإيرانية تنتشر بكثرة في جنوبي القنيطرة، في “سرية الحانوت” بصيدا الجولان، وفي “سرية الدرعيات” جنوبي بلدة الرفيد، وبلدة المعلقة، وعدد من المزارع المحيطة ببلدة المعلقة وغدير البستان، وتتخد من مستشفى “الرفيد” الميداني السابق مركز اجتماعات لها.

كما تتخذ من تل الحارة، ونبع الصخر، ومجدولية، وبريقة، طريقًا لها باتجاه الشريط الحدودي مع الجولان المحتل لمراقبة الحدود الإسرائيلية.

وأوضح علي حسن طه، وهو ضابط منشق عن قوات النظام السوري، لعنب بلدي، أن الميليشيات الإيرانية تحاول بناء هلال يبدأ من ريف دمشق الغربي باتجاه القنيطرة وعلى امتداد الشريط الحدودي وصولًا إلى ريف درعا الشرقي بجانب حدود السويداء.

وتجنّد إيران الشباب وتغريهم بالمال والضمانات، في حين تحاول بناء نقاط رصد واستطلاع بمناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية، كبرج “الزراعة” في بلدة بريقة، وبرج “الزوزو” في مدينة القنيطرة المهدمة، ونقطة استطلاع استراتيجية في تل الحارة، ومقرات جديدة في جنوبي القنيطرة.

وصعّدت تل أبيب من هجومها على مناطق عسكرية في سوريا، خلال الشهرين الماضيين، وشنت العديد من الهجمات دون الإفصاح عن عملياتها العسكرية بشكل رسمي.

ودعمت إيران النظام السوري، خلال السنوات الماضية، عسكريًا عبر دعم ميليشيات قاتلت إلى جانبه، لكنّ طهران تنفي وجود قوات لها في سوريا، باستثناء بعض المستشارين العسكريين.

مقالات متعلقة

  1. إسرائيل تتحرك في القنيطرة.. "دمشق" تتعامى
  2. إسرائيل تلقي منشورات في القنيطرة ضد "حزب الله" وضباط "اللواء 90"
  3. لليوم الثاني.. قوات إسرائيلية تقتحم المنطقة العازلة في القنيطرة
  4. منشورات إسرائيلية تطلب من النظام السوري تغيير "سياسة الجنوب"

سوريا

المزيد من سوريا