سيناريو الانشقاق يهدد النصرة بعد فصل “صالح”

  • 2015/07/16
  • 6:19 م

لم يكن فصل القيادي صالح حماة (أبو محمد) عن جبهة النصرة حدثًا اعتياديًا منذ تأسيسها في سوريا أواخر عام 2011، إذ أخفى البيان “الديبلوماسي” وراءه خلافات بدأت تعصف مؤخرًا بفرع تنظيم القاعدة في الشام، وفق مراقبين.

“صالح حماة” هو اسم حركي لأحد أبرز قيادات جبهة النصرة في سوريا والمسؤول عن القاطع الشمالي والأوسط فيها، بحسب معلومات خاصة حصلت عليها عنب بلدي، لكنّ بيانًا صادرًا أمس الأربعاء عن “لجنة المتابعة والإشراف العليا” في الجبهة أعلن فصل صالح “لعدم التزامه بسياسة الجماعة وضوابطها”.

وينحدر أبو محمد، الحائز على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة دمشق، من بلدة في ريف حماة الشمالي، غادرها إلى العراق للمشاركة في الحرب ضد “الغزو” الأمريكي عام 2003، ولدى عودته إلى سوريا اعتقلته أجهزة الأمن وزجت به في سجن صيدنايا ذائع الصيت، والذي ضمّ أيضًا أبرز قيادات المعارضة والمنظرين السلفيين في سوريا ودول الجوار.

بعد خروجه من الاعتقال عام 2011، أسس صالح مع أبو محمد الجولاني وآخرين تنظيم جبهة النصرة، ليتولى قيادة القطاع الأوسط والشمالي فيها ويصبح مسؤولًا مباشرًا عن أمراء الجبهة في حماة وإدلب، وأبرزهم أبو يوسف الحموي.

واشتهر عبر حسابه في موقع تويتر، تحت مسمى “أس الصراع في الشام”، بتغريداتٍ خالف في كثير منها أدبيات جبهة النصرة، موجهًا سلسلة نصائح وانتقادات طالت قائدها أبو محمد الجولاني، وأبرزها وصية الشيخ أبي يحيى الليبي للشيخ الجولاني، وهي جملة نصائح قدمها الليبي المنشق عن القاعدة للجولاني حول كيفية قيادة الجماعة.

كذلك نشر سلسلة تغريدات له تحت عنوان “صوفية جديدة بثوب سلفية”، انتقد التقديس الأعمى لمشايخ ومنظري التيار السلفي الجهادي.

وأشار مصدر مطلع على الشأن الجهادي في سوريا إلى أن تنظيم “الدولة الإسلامية” هو المحور الرئيسي في فصل القيادي، نظرًا لخروجه عن سياسة النصرة في قتال التنظيم المبنية على القاعدة الشرعية “دفع الصائل”، وإلحاحه على ضرورة أن يكون القتال “طلبًا” أي استئصالًا لجسم التنظيم.

وأضاف المصدر في حديث إلى عنب بلدي أن أحد أسباب الخلاف بين صالح وقيادات النصرة هو “القضاء ومرجعية المحاكم، وعدم وجود نظام داخلي يحكم الهيكلية التنظيمية للجبهة”.

وتزامن قرار الفصل مع بيان آخر للنصرة أعلن فصل 25 عنصرًا من محافظة حماة بسبب “عدم الطاعة ورفض قتال تنظيم الدولة”، إضافة إلى رفضهم الخضوع لدورة شرعية لـ “تفنيد الشبهات”.

إلا أن المصدر أكد أن فصل العناصر مرتبط تمامًا بقضية أبو محمد، محذرًا من انقسام سيطرأ على جبهة النصرة إن لم تتلافى أخطاءها “قسم سيذهب إلى تنظيم الدولة وآخرون سيتحالفون مع فصائل أخرى أبرزها أحرار الشام”.

ويرى مراقبون أن فصل صالح حماة، لن يكون الأخير في ظل وجود أصوات من الصفوف الأولى تنتقد السياسة العامة للنصرة، بمن فيهم أبو مارية القحطاني الشرعي العام السابق، وآخرون في الجماعة التي يشكل السوريون قرابة 70 بالمئة منها، وفق ما أعلن زعيمها الجولاني في مقابلة عبر قناة الجزيرة مطلع حزيران الماضي.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا