سعى نظام الأسد مؤخرًا إلى فرض سيطرته على أطراف العاصمة دمشق ولا سيما المحورين الغربي والجنوبي، بتعزيز المواقع العسكرية التي استعاد السيطرة عليها قبل أشهر، وشن الهجمات العسكرية على القرى والبلدات الخاضعة للمعارضة المسلحة.
وفي ظل حصار خانق فرضه الأسد على أهالي جنوب غرب دمشق، فإن معارك ومواجهات جديدة اندلعت بين قوات الأسد وفصائل المعارضة في بلدة الدير خبية 20 كيلومترًا غرب دمشق، إذ هاجمت فصائل المعارضة حاجزًا لقوات الأسد على أطراف البلدة، الثلاثاء 14 تموز الجاري.
وذكر صهيب الرحيل، الناطق الإعلامي لألوية الفرقان العاملة في المنطقة الجنوبية، أن فصيله استدعى مؤازرات من بلدتي الطيبة وزاكية لصد هجمات قوات الأسد المتمركزة على أطراف الدير خبية وقصف مواقعها بالأسلحة الثقيلة، موقعًا خسائر بشرية في صفوفها.
وإلى الجنوب، وبالتحديد منطقة “مثلث الموت” والتي تصل أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة، فبعد خسارة المعارضة لمعظم المنطقة خلال موجهات ضدّ قوات الأسد والميليشيات الأجنبية شباط الفائت، عمدت الأخيرة إلى تعزيز تواجدها العسكري بشكل مكثف سعيًا لتحقيق مكاسب أخرى.
وأكد الرحيل في حديث إلى عنب بلدي أن قوات الأسد باتت تسيطر على معظم مواقع المثلث، وأبرزها بلدة دير العدس والتل الأحمر ودير ماكر وبلدة الدناجي والهبارية وسلطانية وتل قرين وتلول فاطمة، موضحًا أنها عززت مواقعها بـ 15 دبابة وعشرات الجنود.
واستنادًا إلى رصد عسكري أتمته ألوية الفرقان مؤخرًا، فإن عدد قوات الأسد المدعومين بعناصر من حزب الله واللجان الشعبية يبلغ نحو 450 عنصرًا، يتوزعون كما يلي: ديرالعدس 5 دبابات و200 عنصر تقريبًا، تل قرين 4 بابات وشيلكا وقرابة 125 عنصرًا، تل مرعي دبابتين و25 عنصرًا، مزارع الحمر في منطقة شيخ ابراهيم دبابتين وحوالي 50 عنصرًا، عين عفا دبابة واحدة و25 عنصرًا وتل عريد دبابة واحدة و25 عنصرًا.
وشدد الناطق باسم ألوية الفرقان على ضرورة تدعيم فصائل المعارضة صفوفها في المنطقة، موجهًا نداءًا إلى كافة فصائل الجنوب حول ضرورة “فتح معارك في نقاط متعددة وإرسال قوات لتقف إلى جانبنا وتدعيم كمائن ضد حشود النظام والميليشيات الإيرانية”، محذرًا من انتكاسات أخرى من المحتمل أن تشهدها المنطقة.
وأشار الرحيل إلى أن نظام الأسد والجنرال الإيراني قاسم سليماني وعدا مطلع العام بمفاجئات في الجبهة الجنوبية، تبين من خلال الخطط أنها تحضير لاستعادة تل الحارة الاستراتيجي، والذي سيطرت عليه المعارضة العام الفائت “إذا سقط سيكون وضع كافة الثوار في المحافظة صعبًا للغاية ولن يكون هناك منطقة آمنة للمدنيين من القصف”.
وكانت قوات الأسد مدعومة بميليشيات أجنبية أفغانية استعادت منطقة “مثلث الموت” الواصلة بين محفظات دمشق ودرعا والقنيطرة بعد مواجهات عنيفة شباط الفائت، في وقت تحاول فيه فصائل المعارضة تقليص نفوذ الأسد العسكرية في المنطقة وفتح الطريق بين دمشق ودرعا من المحور الغربي.