منصة للتعليم “عن بُعد” في الشمال السوري

  • 2020/05/31
  • 10:51 ص

معلمو جمعية عطاء في دروة تدريبية لمنصة الجمعية (جمعية عطاء)

عنب بلدي- إدلب

تأثر طلاب المراحل التعليمية على اختلافها بالإجراءات المتبعة للحد من تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، التي كان أحدها تعليق الدوام المدرسي، ما منعهم من متابعة تعليمهم بالطرق التقليدية.

وأمام تحديات الانتقال إلى وسائل التعليم البديلة، أطلقت جهات عدة في الشمال السوري الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة مبادرات لمساعدة الطلاب في متابعة تعليمهم “عن بُعد”، عبر تأسيس منصات أو مواقع باستخدام الإمكانيات والوسائل المتاحة، كبرنامج “زووم” أو برامج مشابهة له.

“منصة عطاء” هي واحدة من تلك المبادرات، التي تستعد جمعية “عطاء للإغاثة الإنسانية” لإطلاقها خلال حزيران المقبل، بالتعاون مع شركة برمجية، بهدف تسهيل عملية التعلم للطلاب في المدارس التي تدعمها الجمعية بالداخل السوري “المحرر” وتركيا.

“منصة عطاء”

المسؤول التعليمي للجمعية في الداخل السوري، مالك الطالب، قال لعنب بلدي إن عدد الطلاب الذين سيستفيدون من المنصة يبلغ 13 ألف طالب، موزعين على 23 مدرسة في شمال غربي سوريا، وفي تركيا.

وأوضح أن العمل جارٍ لإطلاق المنصة، في 20 من حزيران المقبل، وهي حاليًا في مرحلة تدريب المعلمين والمشرفين، وعددهم 26 مشرفًا وستة معلمين، سيتولون فيما بعد تدريب 500 مدرّس للبدء في التدريس.

ووفقًا للمسؤول التعليمي، فإن المنصة ستلعب دورًا تربويًا مهمًا، من خلال تشجيع التعلم التشاركي للتغلب على فقدان الجانب الاجتماعي الذي تسبب به غياب التعليم الفيزيائي.

وتتيح المنصة لجميع الطلاب في مدارس الجمعية، ممن يرغبون باستكمال تعليمهم، الوصول إلى المعلومات بغض النظر عن الزمان والمكان، إضافة إلى تدريبهم على التعامل مع التعليم الإلكتروني.

وصول سهل

ستوفر المنصة المواد التعليمية من خلال روابط وصور ومقاطع فيديو سهلة الاستخدام والوصول، من المفترض أن تسهم في التغلب على المشاكل التقنية للهواتف المحمولة، بحسب الإداري في مدرسة “تجمع عطاء السكني” رامي القطيني.

وكانت مشاكل عدة ظهرت في التجارب الأولى لمتابعة التعليم “عن بُعد”، بعد تعليق دوام المدارس، كتحميل مقاطع الفيديو وصغر حجم ذواكر الهواتف المحمولة وضعف الإنترنت، إذ كان الاعتماد بشكل كبير على مجموعات “واتساب”.

الإداري أكد، في حديث إلى عنب بلدي، أن المنصة ستسهم في حل مشكة الاكتظاظ للطلاب في الصفوف، وتربط الطلاب السوريين في الخارج بالمنهاج السوري.

كما ستوفر فرصة للأهل لمتابعة أبنائهم والاطلاع على أدائهم، وإشراكهم في العملية التعليمية عبر تأمين تواصلهم مع المعلّم بشكل مباشر.

الخروج عن نمطية التعليم

ترى المعلمة في إحدى مدارس “جمعية عطاء” هيا زيدان، أن المنصة ستسهم في الخروج عن النمطية في سير العملية التعليمية، وستعمل على دعم ومساندة المعلم في سير العملية التعليمية كبنك الأسئلة، والتصحيح الإلكتروني.

وكانت المدرّسة هيا تلقت التدريب في المرحلة الأولى لإطلاق المنصة، وهو ما جعلها تطلع على آلية العمل المتوقعة، مشيرة إلى أن التواصل بين المعلمين وأولياء أمور الطلاب الذي تتيحه المنصة سيساعد في الحصول على مخرجات تعليم ذات جودة عالية.

واعتبرت أن جلسات النقاش المركزة ستنمّي روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب، مشيرة إلى أن التعليم الإلكتروني أكثر متعة للطلاب، لاعتماده على الصور والفيديوهات.

وتبلغ أعداد الطلاب في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، بحسب أحدث إحصائية أجراها قسم الرصد في مديرية التربية لعام 2019، 513 ألفًا و604 طلاب وطالبات.

تجارب غير مرضية

استأنفت مديرية التربية في محافظة إدلب، في 29 من نيسان الماضي، العملية التعليمية من خلال الخيارات المتاحة للتعلّم “عن بُعد”، الذي اعتمد على وضع المعلم ومسؤول الحماية وأمين المكتبة خطة أسبوعية، بإشراف الموجه ومدير المدرسة والمعلم الأول.

وشملت الخطة ما يشاركه المدرّس مع الطلاب من مواد على شكل صور ومقاطع مصورة وتسجيلات صوتية ونصوص مكتوبة، ترسل لذويهم عن طريق تطبيق التواصل “واتساب” عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي خلق مشاكل كثيرة تتنوع بين التقنية وسوء التواصل، وهو ما رصدته عنب بلدي في تقرير سابق.

ومع قرار مديريات التربية في محافظة إدلب نقل طلاب الصفوف الانتقالية من مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي إلى صف دراسي أعلى، واعتماد نتيجة الفصل الدراسي الثاني لتكون نفس نتيجة الفصل الدراسي الأول للعام الحالي، تبقى الحاجة لتعويض الفجوة التعليمية ضرورة ملحة تمهيدًا لعام دراسي جديد أكثر إفادة للطلاب.

مقالات متعلقة

  1. ‎"عطاء" تكرم المتفوقين في أطمة بريف إدلب
  2. نشاطات ومسابقات ثقافية في شمال غربي سوريا
  3. "عطاء" تفتتح أكبر مدرسة في أطمة بريف إدلب
  4. منصة تعليمية رقمية من "أونروا" لمساعدة نحو نصف مليون طالب فلسطيني

تعليم

المزيد من تعليم