هطولات مطرية تنبئ بموسم مبشر للقمح والشعير في درعا

  • 2020/05/31
  • 2:23 م

القمح في محافظة درعا (خاص عنب بلدي )

عنب بلدي – درعا

هطولات مطرية غزيرة شهدتها محافظة درعا خلال الموسم الحالي، ما يبشر بمحصول وفير وذي جودة لمحاصيل استراتيجية كالقمح والشعير، وبتكاليف منخفضة بعد توفير تكلفة السقاية.

وتميزت الهطولات المطرية في محافظة درعا لهذا العام بالهطول المتتابع والمتأخر وصولًا إلى شهر نيسان، وانعكست غزارة الأمطار بشكل إيجابي على جودة المزروعات وأهمها المحاصيل الاستراتيجية القمح والشعير، إضافة إلى وفرة المياه الجوفية وامتلاء السدود التي وصل أغلبيتها إلى الحد الأعظمي، بفعل الفائض من مياه الينابيع والسيول المتشكلة.

ولم يحتج المزارعون إلى سقاية المحاصيل من العروة الربيعية لهذا العام، ما وفر من تكاليف الإنتاج على المزارع، ووفرت الأمطار تكلفة السقاية من الآبار الجوفية أيضًا، وهي تكلفة عالية بسبب غلاء أسعار المحروقات.

محصول خال من الآفات

تعتبر محافظة درعا السلة الغذائية الجنوبية لسوريا، لا سيما أن محاصيلها تتنوع بين الحبوب والخضار والزيتون، إلا أن أهمها، القمح والشعير والتي تعتبر محاصيل استراتيجية.

ويحتاج القمح إلى كميات وفيرة من المياه، وهو ما ساعدت الأمطار بتأمينه هذا العام، حيث لم يلجأ الفلاحون إلى سقاية المحاصيل، وفقًا لما أكده مهندس زراعي في درعا، لعنب بلدي، تحفظ عن نشر اسمه.

وأضاف المهندس الزراعي أن الفلاحين اعتمدوا على مياه الأمطار فقط، لأن المياه الزائدة قد تتسبب برفع رطوبة الأرض وبالتالي انكساح  قصلات القمح الأمر الذي يؤثر سلبًا على إنتاجية المحصول وصعوبة حصاده.

وتوقع أن يكون الانتاج جيدًا لهذا العام، مؤكدًا أنه لم يلحظ انتشار حشرة “السونة” الضارة بالقمح، في حين اتبع المزارعون الإرشادات الزراعية من رش الأرض بسم الفأر ورش المحصول بالمبيدات الخاصة بالأعشاب والوقاية من الحشرات الضارة.

ووفقًا لمديرية زراعة محافظة درعا، فإن معدل انتشار حشرة “السونة”، بلغ حشرة في كل 10 أمتار، وتعتبر هذه النسبة تحت العتبة الاقتصادية ولا تحتاج للمكافحة .

وأشار المهندس الزراعي إلى أن عمليات الحصاد تبدأ مع بداية الشهر السادس عمليات الحصاد، وقد يتسبب تأخيرها بتعريض المحصول لخطر الحرائق، كما حصل في العام الماضي.

تفاؤل حذر

رصدت عنب بلدي، آراء بعض المزارعين أبدوا تفاؤلهم بالموسم الحالي، وذكروا أن الاعتماد على مياه الأمطار وفر عليهم الجهد والتكلفة المادية.

وقال أحد المزارعين (40 عامًا)، في ريف درعا الغربي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الامطار وفرت عليه تكلفة سقاية محصول القمح، إذ يبلغ سعر ليتر الوقود 400 ليرة سورية، بالإضافة للأعطال وصيانة المحرك وأجرة العامل.

وأضاف أن “البوادر تبشر بموسم جيد”، أهمها خصاب المحصول، إلا أنه أبدى تخوفه من أن تتعرض المحاصيل إلى الحرائق.

وكان معاون مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في درعا بسام الحشيش، أوضح أن 290 دونمًا من القمح والشعير احترقت خلال الأيام الماضية، وتوزعت الحرائق في مدن وبلدات صيدا وجباب والصنمين وإزرع وشعارة والشيخ مسكين وبعض المناطق المحيطة بمدينة درعا.

موسم مبشّر

بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالقمح في درعا أكثر من تسعة آلاف هكتارًا، متجاوزة الخطة المقررة من قبل مديرية الزراعة المحددة بأكثر من ثمانية آلاف و800 هكتار، وفقًا لمديرية زراعة درعا.

وبلغت مساحة الأرض المزروعة بالقمح البعل 68 ألفًا و500 هكتار من أصل الخطة المقررة بأكثر من 76 ألف هكتار، أي ما يعادل نحو 90% من الخطة.

وقال رئيس اتحاد فلاحي درعا مثقال القاسم، الاثنن الماضي، إن موسم القمح  جيد ولم تسجل أي أمراض، وبين أن الهطولات المطرية وحالة الاستقرار خلال الموسم الحالي وموسم العام الماضي وأسهمت في تحسين الواقع الزراعي.

وحددت رئاسة مجلس وزراء النظام السوري، سعر القمح لهذا العام بـ200 ليرة سورية للكيلو، بالإضافة إلى 25 ليرة مكافأة لمن يسلم القمح للمراكز المخصصة، ليصبح السعر النظامي 225 ليرة للكيلو الواحد.

ورأى بعض الفلاحين، ممن استطلعت عنب بلدي آراءهم، أن السعر قليل ولا يتماشى مع ارتفاع الأسعار وتكلفة المعيشة بشكل عام.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية