عنب بلدي – ريف حلب
الأعياد لحظات تنحفر في ذاكرة الأطفال، بارتداء ملابس جديدة وانتظار الأهل والأقارب لتهنئة الطفل وإعطائه “العيدية”، وهي مبلغ رمزي من المال تُشعر الطفل بالسعادة لشراء ما يرغب به. ذلك هو شعور الطفل ضمن حياته الرتيبة دون نزاعات مسلحة أو تهجير أو فقدان للأهل، لكن بهجة “العيدية” تزيد أكثر عند الطفل، في ظل وجود تلك العوامل التي تؤثر نفسيًا عليه.
نظم فريق “ملهم التطوعي” حملة ضمن أيام عيد الفطر ، الأسبوع الماضي، لتأمين ملابس العيد وتوزيع “العيدية” للأطفال الأكثر حاجة في الشمال السوري، ومخيمات اللجوء في ريف حلب.
ووزع متطوعو الفريق “العيدية” في أول أيام العيد في مدن عفرين واعزاز والباب ودارة عزة، بحسب منسقة الموارد البشرية في فريق “ملهم”، تسنيم فتة، في حديث إلى عنب بلدي، كما توسعت دائرة الحملة إلى خارج سوريا، ووُزعت “العيديات” في مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال شمالي لبنان.
وكانت الحملة تحت عنوان “عيدية 7” ضمن سلسلة حملات يطلقها فريق “ملهم” كل عيد، ويوزع من خلالها “العيديات” والملابس والهدايا على الأطفال.
تُحضّر “العيديات” قبل العيد بفترة قصيرة، ويوضع مبلغ رمزي (يعادل دولارين) في مغلفات، ويوزعها الفريق الميداني في الصباح الأول من العيد، وتستمر الحملة إلى اليوم الثاني لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال، بحسب تسنيم فتة.
ولا يقتصر التوزيع على فئة معينة من الأطفال خلال الحملة، فـ”العيديات” توزع بشكل عشوائي في شوارع المدن، ويحاول الفريق في أغلب الأوقات التركيز على أماكن تجمع مخيمات النازحين في الشمال السوري.
ونزح أكثر من مليون و41 ألفًا و233 نسمة بسبب الحملات العسكرية الأخيرة التي شنتها قوات النظام السوري المدعومة بحليفها الروسي، في الفترة ما بين تشرين الثاني 2019 و5 من آذار الماضي.
ووثق فريق “منسقو استجابة سوريا” ازديادًا في أعداد العائدين من النزوح الأخير إلى مناطق وبلدات أرياف محافظتي إدلب وحلب في الشمال السوري، بعد اتفاق وقف إطلاق النار، في 5 من آذار الماضي.
وذكر التقرير الحقوقي للفريق المنشور في 27 من نيسان الماضي، أن 40 ألفًا و15 عائلة عادت إلى قرى وبلدات في ريفي إدلب وحلب، وهذا ما نسبته 20.79% من إجمالي النازحين الذين بلغ عددهم مليونًا و41 ألفًا و233 نسمة.
وبحسب التقرير، فإن مجموع الأفراد الذين عادوا بلغ 216 ألفًا و498، ثلثاهم من الأطفال والإناث، والبقية من الذكور.
تشرح منسقة الموارد البشرية في فريق “ملهم” لعنب بلدي هدف الحملة، وهو خلق فرحة لدى الأطفال دون تمييز مناطقي أو اجتماعي، وهذا سبب وجود الفريق بشكل عام وليس فقط حملة “العيديات” كل عام.
وسبب هذه العشوائية ليس عدم تنظيم عمل الفريق أو عدم قراءة واقع الأطفال بشكل واضح في مدن الشمال السوري، لكن الفريق يعلم، وفق فتة، أن كل الأطفال السوريين في مناطق النزاع المسلح يعيشون طفولتهم بشكل ناقص، وفي كل يوم يكون الطفل محرومًا من الأشياء الأساسية التي تشعره بطفولته.
وجود فريق “ملهم” ليس مرتبطًا بأيام العيد، إنما خصص الفريق، عبر موقعه الإلكتروني، قسمًا خاصًا للاهتمام بالأطفال السوريين تحت اسم “ملهم إيفينت“، وفكرة هذا القسم هو إنشاء مناسبة من قبل زوار الموقع من داخل سوريا، مثل عيد ميلاد أو تخرج أو مولود جديد، للتنسيق مع فريق “ملهم” وإقامة حفل للأطفال بعد تحديد منطقة المناسبة.