عنب بلدي – اللاذقية
لأيام تُترك النفايات حتى تتراكم وتفوح روائحها الكريهة في حي “الزقزقانية” بمدينة اللاذقية، بإهمال اعتاد عليه أهالي الحي دون تقبله، خاصة بعد تزايد مخاطر تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد– 19) في سوريا.
شكّل نقص الخدمات في الحي عبئًا على الأهالي، الذين توجهوا، في 22 من أيار الحالي، بشكاوى إلى البلدية والمحافظ، ركزت على أهمية معالجة مشكلة النفايات مع تزايد أعداد المصابين بفيروس “كورونا”، التي وصلت في سوريا إلى 122 حالة حتى 29 من أيار الحالي، والتي تفرض الالتزام بقواعد النظافة والصحة للحد من انتشار الفيروس.
نقل كبار ووجهاء الحي، بعد اجتماعات عدة، وجهة نظرهم للمسؤولين، وتضمنت الإشارة إلى نقص عدد عمال النظافة وعدد الحاويات المخصصة للحي، الذي يكتظ بالطلاب الجامعيين لقربه من جامعة “تشرين”، وطالب الأهالي بتخصيص ساعات معينة لجمع القمامة، وتخصيص معدات مناسبة لتنظيف الشوارع بشكل يومي.
وكان مسؤول في بلدية مدينة اللاذقية وعد الأهالي بالاهتمام بالحي خلال “فترة وجيزة”، إلا أن تلك الوعود لم تُنفذ بعد، ورصدت عنب بلدي تنظيف الحي مرة واحدة خلال شهر ونصف.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مسؤولين في محافظة اللاذقية، في 18 من أيار الحالي، إعلانهم عن بدء حملة نظافة “شاملة”، تضم ترحيل القمامة وتقليم الأشجار مع توزيع الآليات والكوادر البشرية على الوحدات الإدارية.
ومن خلال جولة لمراسل عنب بلدي في الحي، تحدث مع أحد عمال النظافة، وهو شاب في الـ30 من العمر، قال إن الأموال الموجودة في البلدية لا تكفي لزيادة العمال والأجور التي يتقاضونها، في ظل الغلاء الذي دفع بالعديد من العمال للعمل لساعة أو اثنتين يوميًا فقط، والبحث عن أعمال أخرى ليؤمّنوا حاجياتهم وحاجيات أسرهم.
وأشار عامل النظافة إلى أن البلدية والمحافظة تحتجان بنقص مادة المازوت والوقود اللازم لتشغيل عربات جمع القمامة، لتبرير نقص الاهتمام بالخدمات.
وشهدت سوريا منذ بداية العام الحالي تدهورًا متسارعًا بقيمة الليرة السورية مع ارتفاع مستمر بأسعار المواد الاستهلاكية.
وكانت حكومة النظام السوري قدمت وعودًا متكررة بتوفير الخدمات في المناطق الخاضعة لسيطرتها دون أن تُترجم على أرض الواقع، بالتزامن مع تقدير الأمم المتحدة، في عام 2019، حاجتها لمبلغ 400 مليار دولار لإعادة الإعمار وتنمية الاقتصاد في سوريا.