يعدّ نادي الوحدة الدمشقي واحدًا من أكثر الأندية السورية شعبية، ورغم تقديمه عشرات الأسماء التي لمعت في كرة القدم السورية، كنزار محروس وعمر خريبين وأسامة أومري، فإن إنجازاته حتى عام 2011 قليلة على الصعيدين المحلي والقاري، مقارنة بفرق الاتحاد والكرامة والجيش.
وشارك الوحدة في بطولتي دوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي عدة مرات، ولم ينجح بحصد لقب أي من البطولتين.
بين الدوري والكأس.. الخيبة القارية واحدة
شارك الوحدة للمرة الأولى في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي كممثل لسوريا في عام 2004، إلى جانب نادي الجيش.
ووقع في مجموعة ضمت ظفار العماني وماهندار يونايتد الهندي، ونجح الوحدة بالتأهل إلى الدور الثاني من المسابقة بعد تصدره لمجموعته محققًا ثماني نقاط من فوزين وتعادلين.
في دور ربع النهائي، اصطدم الوحدة بنادي النجمة اللبناني، واستطاع الفوز ذهابًا بهدفين لهدف، أحرزهما إياد مندو وماهر السيد، وخسر إيابًا بثلاثة أهداف لهدفين، سجلهما موسى تراوري وإياد مندو، ليستفيد من قانون حساب الهدف خارج الأرض ويصعد إلى نصف النهائي.
https://www.youtube.com/watch?v=hOLwvE4hx6Q
واجه الوحدة في هذا الدور جيلانغ انترناشيونال السنغافوري، وتعادلا ذهابًا إيجابيًا بهدف محمد جعفر في الدقيقة 85، قبل أن يحقق الفوز في الإياب بهدف وحيد سجله موسى تراوري، ليصعد الوحدة إلى نهائي المسابقة ويقابل على أرضه فريق الجيش، ممثل سوريا الثاني.
لعب النهائي في العاصمة السورية دمشق وسط حضور غفير من جماهير الوحدة، وبنظام الذهاب والإياب، على أرض ملعب “العباسيين” وسط المدينة.
ذهابًا تلقى الوحدة صدمة الخسارة بثلاثية سجلها زياد شعبو وفراس إسماعيل وعامر الأبطح.
في أثناء مجريات اللقاء، تقدم الجيش بهدفين متتاليين خلال النصف ساعة الأولى، وحاول الوحدة العودة من خلال هدف ضرار رداوي (مدرب الوحدة الحالي) في بداية الشوط الثاني، قبل أن يحرز الجيش ثالث الأهداف في الدقيقة 57، ثم ينهي عمر العاقل اللقاء بهدف فريقه الثاني في الدقيقة 93.
بعد أسبوع شهدت العاصمة لقاء الإياب، وتلقى الجيش ست بطاقات صفراء خلال المباراة التي انتهت بفوز الوحدة بهدف نبيل الشحمة في الدقيقة 73، دون أن يستطيع إحراز اللقب بسبب قانون فارق الأهداف.
2005.. إلى دوري أبطال آسيا
شارك الوحدة في عام 2005 بالبطولة الأهم على الصعيد القاري، التي تجمع نخبة الأندية الآسيوية، وتفاءل مشجعوه بعد وصوله إلى نهائي كأس الاتحاد في عام 2004.
وقع الوحدة في مجموعة ضمت العين الإماراتي وسباهان الإيراني والشباب السعودي، ولم تجرِ الرياح كما تشتهي السفن، إذ خسر النادي الدمشقي جميع مبارياته ذهابًا وإيابًا، مسجلًا خمسة أهداف ومتلقيًا 16 هدفًا ليودع البطولة من دوري المجموعات، وهي المرة الأولى والأخيرة التي يشارك فيها الوحدة بالبطولة.
خيبة جديدة بعد ثماني سنوات من الغياب
غاب الوحدة عن المشاركات الآسيوية لثماني سنوات متتالية، ترافقت مع عدم تحقيق بطولات محلية في تلك الفترة، حتى عاد في عام 2013 ليشارك في الدور التمهيدي لكأس الاتحاد الآسيوي ويلتقي مع أهلي تعز اليمني، الذي فجر المفاجأة بتحقيقه الفوز على الوحدة بخمسة أهداف لثلاثة، رغم وجود المهاجم عمر خريبين في صفوف الأخير.
في العام التالي شارك الوحدة في المسابقة مجددًا، ووقع في مجموعة ضمت القادسية الكويتي والحد البحريني والشرطة العراقي، وكما حصل في عام 2005، تذيّل الوحدة مجموعته مكتفيًا بنقطتين.
https://www.youtube.com/watch?v=nF0Q_xVRdgw
غاب الوحدة عن نسخة 2015، وعاد مجددًا للمشاركة في نسخة عام 2016، ونجح بالمرور نحو دوري المجموعات بعد فوزه على نادي بالكان التركماني في الدور التمهيدي.
كان حظ الوحدة أفضل هذه المرة، ونجح باحتلال المركز الثاني في مجموعته التي ضمت القوة الجوية العراقي وشباب الظاهرية الفلسطيني والعروبة العماني، محققًا ثلاثة انتصارات، وخسر مثلها، جامعًا تسع نقاط.
لم يسمح نادي العهد اللبناني للوحدة بالاستمرار في البطولة والذهاب بعيدًا فيها، إذ تلقى الأخير خسارة قاسية برباعية خرج إثرها من البطولة.
فرصة جديدة في 2017
عاد الوحدة للمشاركة في النسخة التالية، واحتل مركز الوصافة مرة جديدة في المجموعة التي ضمت الصفاء اللبناني والقوة الجوية العراقي والحد البحريني، ليخسر في مباراة واحدة فقط ويجمع 11 نقطة، ويتأهل إلى “نصف نهائي غرب آسيا”، وفقًا للقوانين التنظيمية الجديدة للبطولة.
وفي هذا الدور أقصى الوحدة نادي الوحدات الأردني برباعية، انتقل إثرها إلى نهائي غرب آسيا والتقى القوة الجوية العراقي مجددًا، وحقق الفوز في الذهاب بهدفين لهدف، وخسر الإياب بهدف وحيد ليخرج من البطولة بسبب هدف واحد.
2018.. خيبة جديدة
في عام 2018 تذيّل الوحدة مجموعته في كأس الاتحاد، بعد فوز وحيد وتعادلين وثلاث هزائم، في المجموعة التي ضمت الفيصلي الأردني وظفار العماني والأنصار اللبناني، وهي آخر مشاركات الوحدة في البطولة.
–