أثارت اشتباكات بين الفصائل العسكرية، في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، ردود فعل غاضبة بين سوريين دعوا إلى محاسبة الضالعين فيها.
ويعود سبب الخلافات إلى دخول عناصر من فرقة “الحمزة” إلى أحد المحلات التجارية العائدة لأهالي الغوطة الشرقية المهجرين، بقصد الشراء، لكن صاحب المحل رفض بيعهم بسبب تراكم الديون عليهم، بحسب بيان صادر عن “أهالي دمشق وريفها في الشمال المحرر” أمس، الخميس 28 من أيار.
ووفقًا للبيان، فإن عناصر فرقة “الحمزة” رموا قنبلة يدوية داخل المحل، ما أدى إلى إصابة طفل وأمه، قبل تجمع الأهالي وإطلاق العناصر النار بشكل مباشر ما أسفر عن مقتل مدني وطفل وإصابة آخرين.
وتطورت الخلافات إلى اشتباكات بين عناصر من “الحمزة” وعناصر تابعين لفصيل “جيش الإسلام”، الذي أعرب عن “حزنه للخلاف الذي نشب بين أفراد من فصائل عسكرية عاملة فيها، ما أدى إلى سقوط أبرياء مدنيين”.
واستنكر “جيش الإسلام”، في بيان له نشره أمس، “الاحتكام للسلاح وقتل الأبرياء من الأطفال والمدنيين مهما كانت الأسباب”، داعيًا إلى “محاكمة الجناة فورًا مهما كانت صفتهم ومكانتهم”.
في المقابل، وعدت قيادة “الفرقة الثانية” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” بمحاسبة الضالعين بالقضية التابعين لبعض مجموعات فرقة “الحمزة”، “دون رحمة وبموجب ما يمليه القانون”.
وقالت فرقة “الحمزة” التابعة لـ”الفيلق الثاني” إنها ستفتح تحقيقًا في الحادثة وتحاسب المذنبين من عناصرها، وتسلمهم إلى الشرطة العسكرية ليحالوا إلى القضاء وينالوا عقابهم.
ورفضت الفرقة الاعتداء على المدنيين، واعتبرت أن أهالي الغوطة الشرقية المهجرين “إخوة لنا وأمنهم وسلامتهم واجب علينا”، وفق بيانها المنشور أمس.
وحمّلت “رابطة إعلاميي الغوطة الشرقية”، في بيان صادر عنها، مسؤولية ما جرى من أحداث لـ”الجيش الوطني” وطالبت الجانب التركي بإيقاف التصرفات التي وصفتها بـ”الهمجية”.
ولاقت الاشتباكات ردود فعل غاضبة من قبل سوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبوا بضبط انتشار السلاح والفصائل.
وقال الباحث في الجماعات الإسلامية عباس شريفة، إن “الحلول الإسعافية لمشكلة عفرين بمحاسبة المجرمين، وإحالتهم للقضاء أمر طيب”.
لكنه أردف أن “الأمور في الشمال باتت بحاجة لعملية جراحية وإصلاح جذري، وحصر السلاح بيد قوات الأمن، ومنع الفصائل من اتخاذ مقرات بين المدنيين، ومنع حمل السلاح خارج الثكنات العسكرية والمهمات الرسمية”.
الحلول الإسعافية لمشكلة عفرين بمحاسبة المجرمين،وإحالتهم للقضاء أمر طيب، لكن الأمور في الشمال باتت بحاجة لعملية جراحية وإصلاح جذري،و حصر السلاح بيد قوات الأمن ومنع الفصائل من اتخاذ مقرات بين المدنيين ومنع حمل السلاح خارج الثكنات العسكرية والمهمات الرسمية .
— عباس شريفة ABBAS (@abbas_sharifeh) May 28, 2020
في حين علّق الناشط الإعلامي “أبو مجاهد الحلبي”، على الاقتتال بالقول إن “الناس في المناطق المحررة تتعرض للظلم بشكل يندى له الجبين، ويوجد ألف سبب وسبب لثورة جديدة تقتلع المفسدين الذين يتسترون باسم الثورة ورايتها”.
–