قالت صحيفة ديلي بيست الأمريكية أمس إن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، مستفيد رئيسي من الاتفاقية الأمريكية مع طهران حول الملف النووي.
واعتبرت الصحيفة أن الجنرال الإيراني “ذائع الصيت” الذي ساعد الميليشيات الشيعية على قتل العراقيين وهب لمساعدة “الديكتاتور السوري” من أكبر المستفيدين، موضحة بأن العقوبات بحقه وبحق عديد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وتشكيلات عسكرية أخرى ستُخفّف بموجب الاتفاقية التي أسهمت الولايات المتحددة في التوصل إليها.
وأشارت الصحيفة إلى نفي جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، لأن يكون سليماني، المتهم بالتآمر لشن هجوم إرهابي في أمريكا في 2011، مدرجًا بين من سترفع عنهم العقوبات؛ في حين قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، أنّ المسألة هي تشابه أسماء.
لكن الصحيفة أكدت عكس ذلك اعتمادًا على مصدر مسؤول في وزارة المالية الأمريكية، ونقلت عن عدة مسؤولين أمريكيين تعقيبهم على ما اعتبرته “مفاجأة”، ومنهم السيناتور جون كورنين الذي قال عن سليماني بأن “يداه ملطختان بدماء أمريكية” وأعرب عن عدم رضاه عن رفع العقوبات عنه.
شخصيات أخرى ستحصد منفعة رفع العقوبات عنها بموجب الاتفاق أبرزها محمد رضا نقدي الجنرال في الحرس الثوري، والعميد مصطفى محمد نجار وزير الداخلية السابق ووزير الدفاع، والعميدان محمد نادري وحسين سلامي.
لكن الصحيفة اعتبرت فيلق القدس وقادة صواريخ “غدير” المستفيد الأبرز من رفع العقوبات على مدى الأعوام المقبلة، ما لم تنكر إيران التزاماتها إلى حين ذلك وما لم يحاول رئيس أمريكي جديد التراجع عن الاتفاقية، أي كما صرح كل من سكوت ووكر، وماركو روبيو، وريك بيري، أبرز المرشحين لخوض مارثون البيت الأبيض، أنهم سيفعلون ذلك بحال انتخابهم.
رفع العقوبات، الذي اعتبرته الصحيفة لبّ الاتفاقية، يعتمد على جولات تفتيش أممية لمنشآت ايران النووية وترفع إثرها العقوبات الأمريكية والأوربية تباعًا؛ وسيجري ذلك على مرحلتين: أولاهما قريبة نسبيًا في غضون بضعة أشهر بعد أن تفي إيران بتعهداتها ويعطي المفتشون موافقتهم، وستشمل شركات كان لها ارتباطات ببرنامج السلاح النووي.
المرحلة الثانية ستستمد على مدى أبعد حتى 8 سنوات من الآن، وهي المرحلة التي تشمل رفع العقوبات الأوروبية عن سليماني والقادة الآخرين.
الجانب الأمريكي، كما توحي إدارة أوباما، يتعامل مع الاتفاقية على أساس اقتصارها على البرنامج النووي فقط، ولا يشمل كون إيران داعمًا أساسيًا للإرهاب ولها سجل “مروّع” في انتهاك حقوق الانسان، لكنّ رفع العقوبات عن سليماني المتهم بالإسهام في قتل جنود أمريكيين سيودي بطرح إدارة أوباما في مفاوضات إيران.
ونقلت الصحيفة عن ماثيو ليفيت، مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن، قوله إن سليماني ورفاقه من القادة سيتمكنون غالبًا من فتح حسابات في أوروبا، وأعقبت أن إيران ستستفيد من تدفق المليارات المجمدة لتغذي “مغامراتها” العسكرية، ولو لم ترفع العقوبات عن سليماني وشركات إيرانية أخرى على الفور.
وقال مصدر في الخارجية الأمريكية للصحيفة، “نحن مدركون طبعًا وقلقون من أن بعض النتائج عن تخفيف العقوبات يمكن أن تستخدمه إيران لتمويل أفعال من شأنها زعزعة الاستقرار”.
اختتمت الصحيفة بأن هذا “ثمن الاتفاقية” وستكشف الأيام ما إذا كانت الولايات المتحدة ستندم عليه… ربما بعد ثماني سنوات.