عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء 27 من أيار، عن قلقه بشأن تأثير فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) على سوريا، وخصوصًا في مناطق الشمال الغربي والشمال الشرقي، وذلك إثر تسجيل حالات متزايدة بشكل متسارع.
وقال غوتيريش خلال جلسة افتراضية لمجلس الأمن حملت عنوان “حماية المدنيين في النزاع المسلح“، إن قلق الأمم المتحدة حول أوضاع الحرب والفيروس في سوريا تزايد عقب ارتفاع الحالات التي سجلتها وزارة الصحة السورية، منذ 22 من أيار الحالي.
وتحدث غوتيريش عن تسليم الأمم المتحدة مليونًا و300 ألف “قناع جراحي” (كمامات) إلى شمال غربي سوريا.
لكنه أكد أن هذا الرقم لا يمثل سوى 17% من إجمالي العدد المطلوب، الذي يبلغ سبعة ملايين و500 ألف كمامة حتى نهاية كانون الأول المقبل.
وذكر أن منظمة الصحة العالمية (WHO) هي التي تقود جهود المجلس لدعم إجراءات التحضير والتخفيف في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك في الشمال الغربي والشمال الشرقي.
واعتبر أن زيادة الدعم في مجال الاختبارات التي تكشف عن فيروس “كورونا” تبقى أولوية بالنسبة لهم.
وزوّدت منظمة الصحة العالمية، في 21 من أيار الحالي، مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا بأجهزة تنفس صناعي، بالإضافة إلى معدات وقاية من جائحة فيروس “كورونا” للكوادر الطبية.
وقال وزير الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، الطبيب مرام الشيخ، عبر حسابه في “تويتر” حينها، إن “الصحة العالمية” زوّدت شمال غربي سوريا بـ35 جهاز تنفس صناعي ومعدات وقاية من “كورونا”.
واقتصرت فحوصات الكشف عن “كورونا” في مناطق سيطرة المعارضة على جهاز “PRC” واحد في مخبر “الرصد الوبائي” بمدينة إدلب، رغم وجود نحو أربعة ملايين شخص في المنطقة.
ولم تسجل المنطقة أي إصابة بالفيروس، بينما بلغ عدد العينات التي اختُبرت 700 عينة، حتى 18 من أيار الحالي، جميع نتائجها سلبية، حسب الشيخ.
منظمة الصحة العالمية #WHO زوردت مناطق شمال غرب سوريا ب 35 جهاز تنفس اصطناعي بالاضافة لمعدات وقاية للكوادر الصحة, نامل استكمال باقي خطة الاستجابة قريباً. ##Covid_19 #وزارة_الصحة_الحكومة_المؤقتة
— Dr. Maram Alsheikh د. مرام الشيخ (@DrMaramAlsheikh) May 21, 2020
ويعاني القطاع الطبي في شمال غربي سوريا من نقص في البنية الطبية، بسبب تعرضه للقصف منذ نيسان 2019 من قبل روسيا والنظام السوري.
ودمرت قوات النظام وروسيا خلال هجماتهما على مناطق سيطرة المعارضة أكثر من 70 منشأة طبية، أُعيد تفعيل بعضها، بينما دُمّر معظمها بشكل كامل، وخسرت مديرية الصحة في إدلب العديد من الكوادر الطبية والأبنية والمعدات اللازمة، بحسب مديرها، منذر خليل، في حديث سابق لعنب بلدي.
كما شكلت أزمة النزوح التي تسببت بها الحملات العسكرية المتتالية على المدينة ضغطًا كبيرًا على المراكز الطبية.
قيود خففها النظام في سوريا
وكانت حكومة النظام السوري اتخذت قرارت تتعلق بتخفيف بعض القيود والإجراءات المتخذة سابقًا للحد من انتشار فيروس “كورونا”، وتشديد قيود أخرى.
وقرر الفريق الحكومي المعني بإجراءات التصدي لفيروس “كورونا”، في 25 من أيار الحالي، إلغاء حظر التجول الليلي المفروض بشكل كامل، بدءًا من 26 من الشهر نفسه، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وسمح بالتنقل بين المحافظات، وبالنقل الجماعي، ومدّد فترة فتح المحلات والأسواق التجارية لتصبح من الساعة الثامنة صباحًا حتى السابعة مساء خلال فصل الصيف.
في حين شدد على الاستمرار بمنع إقامة المناسبات الاجتماعية “الأفراح والتعازي”، واستمرار إغلاق الحدائق العامة والنوادي الرياضية والمسابح.
ويضاف إليها المراكز الثقافية والمسارح والمعاهد الخاصة والمنشآت السياحية والمتنزهات والمطاعم والمقاهي، على أن يتخذ الفريق قرارًا مناسبًا، في الأسبوع المقبل، تبعًا للمتغيرات، مع إيلاء الأولوية في منح “بدل التعطل” للعاملين في القطاع السياحي.
اقرأ أيضًا: تزايد متسارع في حصيلة الإصابات بـ”كورونا” في سوريا
وقرر الفريق استمرار تعليق إعادة السوريين من الخارج، الذي اتُخذ في 13 من أيار الحالي، حتى إشعار آخر، على أن يُنظر في الأمر بعد معالجة جميع الحالات وانتهاء مدة الحجر للموجودين في مراكز الحجر.
أما الداخلون إلى سوريا بشكل غير شرعي فسيُحالون إلى القضاء مباشرة، بعد خضوعهم لإجراءات الحجر وذلك منعًا لانتشار الفيروس.
وألمح الفريق إلى إمكانية فرض حظر التجول التام والشامل في أي لحظة، وفقًا للمتغيرات المتعلقة بالفيروس، موضحًا أن كل الإجراءات التدريجية تهدف إلى تحقيق التوازن بين السلامة الصحية والتصدي للفيروس من جهة، واستمرار الحياة الاقتصادية من جهة أخرى.
وأكد تطبيق المعايير والشروط في المراكز الامتحانية على مستوى جميع المحافظات، لإجراء امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية بكل فروعها، في موعدها المقرر لـ578 ألف طالب.
أرقام “كورونا” في سوريا
ومنذ 22 من أيار الحالي، سجلت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري ما يزيد على 63 حالة إصابة جديدة، كانت كلها لمواطنين سوريين عائدين من الخارج ومعظمهم من الكويت.
وبهذا يصل العدد الإجمالي للحالات المسجلة في سوريا حتى إعداد التقرير إلى 121، بينها أربع حالات وفاة، و43 أخرى تماثلت للشفاء.
وسجلت “الإدارة الذاتية” ست حالات في شمال شرقي سوريا، بينها حالة وفاة واحدة.
في حين لم تسجل مناطق شمال غربي سوريا في محافظتي إدلب وحلب أي إصابة بالفيروس حتى اللحظة.
–