باسل شحادة.. قربان السينما الوثائقية السورية
“ما لقيت غير حمص تفهمني وأفهما.. ضمتني حمص حتى غمضت عيوني.. أنا.. باسل شحادة”
بهذه الكلمات قرر المخرج السوري باسل شحادة (28 عامًا) مغادرة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث درس الإخراج السينمائي في جامعة “سيراكيوس”، والعودة إلى الأرض التي احتضنته إلى الأبد، مدينة حمص وسط سوريا، المكان الذي انتهت فيه رحلته مع كاميرا التصوير.
انتقل باسل إلى مدينة حمص لتوثيق انتهاكات النظام السوري ضد المتظاهرين في بدايات الثورة السورية عام 2011، ونجح في تشكيل فريق من المراسلين وعلّمهم التصوير والمونتاج حينها، ونقلوا إلى العالم حقيقة ما يجري في حمص من انتهاكات، ومنهم المراسل أحمد الأصم (أبو إبراهيم) الذي قتل برفقة صديقه باسل في 28 من أيار 2012.
أخرج باسل خلال وجوده في مدينة حمص العديد من الأفلام التسجيلية القصيرة، ووثق بعدسة الكاميرا الوقائع والأحداث التي عاشها في الحراك المدني آنذاك، وهذه أبرز أعماله قبل مغادرته أمريكا وبعد عودته إلى حمص:
فيلم “شوارعنا.. احتفال الحرية”
يسجل الفيلم (ست دقائق) شهادات لناشطين شاركوا وعايشوا لحظات بارزة في تاريخ السنة الأولى من الثورة السورية، بدءًا من مظاهرة الجامع الأموي في دمشق، ومرورًا بمدن درعا وحمص وحماه،
يلخص الفيلم عامًا من الثورة السورية، وعُرض على قناة “العربية” في الذكرى الثانية للثورة السورية في آذار 2013، وأدت مشاكل تقنية إلى عدم اكتماله.
الفيلم من إنتاج مؤسسة “الشارع للإعلام والتنمية” بالتعاون مع مشروع “كياني” للفنون السمعية والبصرية.
فيلم “هدية صباح السبت”
قدّم الفيلم (ثلاث دقائق) شهادة طفل عن الحرب في لبنان عام 2006، وعن الآثار النفسية لدى الأطفال التي تتركها الحرب في ذاكرتهم وإلى أي حد يتم تشويهها.
“هدية صباح السبت” هو فيلم روائي قصير أُنجز قبل الثورة السورية عام 2010، تتطرق قصته لطفل صغير تعوّد التمتع بعطلة آخر الأسبوع (يوم السبت)، ككل طفل سوري، إلى أن أصابت قنبلة بيته وهو مسترخٍ.
وينجو الطفل من الحادث بأعجوبة، هذا التفجير ترك أثره النفسي على الطفل وشتت أحلامه، وتحول يوم العطلة عنده بعد ذلك إلى كابوس لا يتمنى أن يعيشه من جديد.
ومنحت لجنة تحكيم مهرجان “الكاميرا العربية” في روتردام الهولندية في 2012، جائزة مسابقة “الشعب يريد” لفيلم “هدية صباح السبت”.
وبيّنت لجنة التحكيم في المهرجان حينها، المكونة من المخرج السوري أسامة محمد والفنانة فدوى سليمان والمخرجة الهولندية أينك سميتس، أنها استندت في منحها المخرج الراحل باسل شحادة الجائزة عن فيلم “هدية صباح السبت” إلى التميز الذي بدا في فيلمه من بُعد سينمائي، وما انفرد به من قوة للقصة والصورة معًا، وأشارت اللجنة في ختام المهرجان إلى أن الفيلم يعد تنبؤًا سينمائيًا نادرًا.
https://www.youtube.com/watch?v=OjfRh_ZcvX0
فيلم “سأعبر غدًا”
يوثّق المخرج باسل في فيلمه “سأعبر غدًا” معاناة أهل مدينة حمص من الخطر الدائم الذي يهددهم في أثناء عبورهم الشوارع، بسبب القناصين الذين كانت قوات النظام السوري تنشرهم على أسطح المباني في أثناء سيطرتها على المدينة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :