أثار مقال نشرته مجلة دابق الصادرة عن تنظيم “الدولة الإسلامية”، تحت عنوان “لا هن حل لهم ولا هم يحلّون لهنّ”، ردود أفعال غاضبة في مواقع التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء، لما فيه من آراء وفتاوى تقر بأن العلاقة بين النساء وأزواجهن من “المرتدين والصحوات” محرمة شرعًا بل هي “الزنى بعينه”.
ونشرت مجلة دابق المقال قبل يومين باللغة الإنكليزية وترجم إلى اللغة العربية في مدونة خاصة، خاطبت فيه الكاتبة أم سمية المهاجرة، ما وصفتهن بـ “زوجات عساكر الصحوات” مقدمة النصح لـ “زوجات الصحوات المتعلمنين الذين قالوا تصريحًا أو تلميحًا بتحكيم الديمقراطية أو سيادة الشعب أو تبادل السلطة، وزوجات الصحوات المتمسحين بالإسلام الذين نصبوا نحورهم دون إخوانهم المتعلمنين، وناصروهم بالنفس والنفيس على الموحدين”.
وسردت أم سمية بداية مقالها قصصًا من زمن النبوة، افتتحتها بحادثة زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف طلقت من زوجها أبي العاص بن ربيعة بأمر من أبيها على اعتباره مشركًا، ومن ثم ردت إليه بعد هجرته إلى المدينة وإشهار إسلامه، إضافة إلى قصص أخرى اعتبرتها نموذجًا وجب على “نسوة الصحوات” الاقتداء به..
ورأت الكاتبة أن قسمًا من هؤلاء النساء “لا تبالي بحال زوجها عقديًا وإيمانيًا، فلا يهمّها إن باتَ على إسلامٍ وأصبحَ على كفر، تراه يسبحُ في بحور الردّة ولا تكترث”، محذرة إياها بأن “عقد الزواجِ الذي بينكِ وبينه قد انفسخ ساعة ارتدَّ عن دين الله، فيحرم عليكِ حينها ولا يعود يحلُّ لك، ولا يستبيح منك ما يستبيح الرّجل من زوجته، لأنّك أصبحت أجنبيةً عنه، إلّا أن يُستتاب ويسلم من جديد”.
وأردفت “إن كلّ علاقةٍ تجمعك به هي علاقة محرّمة شرعًا بل هي الزنى بعينه فاحذري”.
“لا تخافي بطش زوجك”
كذلك حال الزوجة التي تبقى مع زوج “صحوجي” خوفًا من بطشه، مع علمها أنّه “على غير هدى الله تعالى”، فوجهت أم سمية لها جملة تساؤلات “أيّ خوفٍ هذا الذي قد يجعلكِ تخسرين آخرتك؟ أيّ خوفٍ هذا الذي يجعلك تبقين مع رجل قد عادى أولياء الرّحمن؟ وأيّ خوفٍ هذا الذي يحملكِ على البقاء مع رجلٍ لا يحل لك ولا تحلين له تحت سقفٍ واحدٍ؟”.
وحذرت المهاجرة من المرأة التي تعلم حال زوجها “من ردةٍ وإجرامٍ في حق عباد الله، وموالاة للكفرة ومظاهرة لهم على المسلمين، ومع ذلك تقره على ما هو عليه، وتنافح عنه بل وتدعمه أحيانًا بمالها ورأيها”، مشددة بوجوب قتلها استنادًا إلى قصص سردتها ضمن المقال.
وهجوم على أصحاب اللحى!
أم سمية أسدت جملة نصائح لنساء “الصحوات” قائلة “لا تظنّي يا هداك الله أن اللحية والقندهارية (الزي الأفغاني) من موانع التّكفير العاصمة لزوجك، فكم من لحية كثّة شربت من كأس الردة حتى الثمالة، قد ضحكت عليها العمائم واستخفت بها، فوالت الكفرة وقاتلت البررة، مكنها الله مرارًا في الأرض فولت شرعه ظهرها، ولم تحكم بما أنزل ربها ولو لساعةٍ واحدةٍ، حتّى الزّانية قتلوها رميًا بالرّصاصِ وقالوا أنّ تُهمتها الدّعارة”.
وكانت جبهة النصرة أعدمت بالرصاص امرأة اتهمتها بالدعارة في قرية حفرسجة من محافظة إدلب في نهاية كانون الأول الماضي.
وأضافت “تلك لحية تنازلت عن قواعد دينها ومبادئه حتى انسلخت منه تمامًا بمظاهرة المرتدين على المسلمين، وأبت إلا أن تُطل على الأمة مؤخرًا بالزي السوري الأصيل في رسالةٍ لحلفائها في فصائل الدعم المشروط، مفادها أنّا وطنيون همنا سوريا لا غير، الدرزي السوري نسالمه، والموحد العراقي نحاربه”، في إشارة لمقابلة أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، مع الصحفي المصري أحمد منصور في برنامجه بلا حدود الشهر الماضي.
“إنّك يا هداك الله تعاشرين زوجًا رضي أن تحلّق طائرات الصليب في سمائه لتصب حمم الموت على المسلمين، على المستضعفين من الولدان والنّساء، وكم فضحت القبضات فرحهم ونشوتهم بقصف التحالف الصليبي لدورِ المسلمين، وإنك تخدمين زوجًا همه رضا العرب أو الغرب أو الشعب لا رضا الرب، تتعبين وكلّ تعبك لأجله سيكون هباءً منثورًا”.
التحقي بالـ “الدولة الإسلامية”!
واختتمت الكاتبة مقالها بضرورة فرار هؤلاء النسوة من أزواجهن والالتحاق بـ “الدولة الإسلامية”، إذ قالت “ولا تنتظري أن تسبقكِ فلانة وفلانة من نساء الصحوات بالهجرة، بل كوني قدوة وأسوة لهن جميعًا، وما أعظمه من شرف أن تكوني الأولى.. فحيهلا في دولةِ العزّ بكل من تشري دنياها بآخرتها”.
يشار إلى أن مصطلحي “الصحوات والمرتدين”، يستخدمهما “داعش” في الإشارة إلى جميع فصائل المعارضة بما فيها الإسلامية (جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وجيش الإسلام وغيرها)، إضافة إلى فصائل الجيش الحر بمختلف مسمياتها، إلا من بايع التنظيم وتبرأ من “الردة”.
لقراءة المقال كاملًا: اضغط هنا.