شهدت الأيام الماضية ظهورًا متكررًا للقائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، في عدة أماكن مختلفة، الأمر الذي تقف وراءه أهداف مختلفة، خاصة أنه جاء عقب مظاهرات ضده.
أحدث ظهور للجولاني كان أمس، الاثنين 25 من أيار، مع مجموعة من الأطفال بحسب صور نشرتها وكالة “إباء” التابعة للهيئة، قالت إنها “معايدة لأبناء الشهداء بمناسبة عيد الفطر المبارك”.
ولاقت الصور ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي ظل تهكم وسخرية من قبل البعض، لاقت مديحًا من قبل حسابات مقربة من الهيئة.
وقال حساب “مختارات جهادية” عبر تلجرام، “عندما ترى شخصية بحجم الشيخ الجولاني، حفظه الله، يجوب المجالس توددًا ورحمة ورأفة وإحقاقًا للحق رغم كل ما يهمه ويشغله، فاعلم أنك تتكلم عن رجل دولة”.
ولم يكن الظهور الأول للجولاني، إذ زار في 2 من أيار الحالي، الجرحى والمصابين في إحدى المستشفيات، ثم ظهر في 15 من أيار الحالي، في أحد المخيمات بإدلب، وهو يستمع إلى طلبات قاطنيها ويسجل احتياجاتهم، كما التقى مع شيوخ العشائر في الشمال السوري، لمناقشة شؤون المنطقة.
فبعد لقائه لأربعة أسرى أفرج عنهم بعملية تبادل بين الهيئة وقوات النظام السوري، الأسبوع الماضي، نشرت حسابات مقربة من الهيئة، في 23 من أيار الحالي، تسجيلًا مصورًا يظهر اجتماع الجولاني مع شيوخ العشائر تحت عنوان “رد المظالم” لإرجاع مبالغ مالية لأحد الأشخاص.
ويأتي ظهور الجولاني المتكرر في محاولة لترميم الحاضنة الشعبية، بعد توتر في الشمال السوري، خلال الأسابيع الماضية، تجسد برفض الأهالي لسياسة “تحرير الشام”، فيما يتعلق بمحاولتها فتح معبر تجاري مع النظام السوري.
وخرجت مظاهرات حاشدة في مدن وبلدات الشمال الغربي السوري تنديدًا بما قالوا إنها ممارسات “هيئة تحرير الشام” ضد المدنيين، عقب مقتل مدني برصاص “الهيئة”، مطلع أيار الحالي، ورفضًا لفتح معبر تجاري مع النظام السوري.
وشملت المظاهرات مدن وبلدات إدلب المدينة وبنش وتفتناز ومعارة النعسان وكفرتخاريم وكللي ودارة عزة والأتارب وحربنوش، وهتف المتظاهرون ضد الجولاني، بالقول “لا إله إلا الله، الجولاني عدو الله” و”المعرة حرة حرة الجولاني يطلع برا”.