كتّاب الدراما السوريون يطلقون “ميثاق شرف” يؤسس لتقاليد المهنة
أصدر عدد من كتّاب السيناريو السوريين “ميثاق شرف” فيما بينهم، يحدد العلاقات المهنية بين بعضهم، وعلاقتهم مع شركات الإنتاج.
وصدر الميثاق في حين تعاني الدراما السورية من أزمة عميقة اعترف بها صنّاعها بالتزامن مع انتقادات حادة من متابعي المسلسلات السورية.
وقالت كاتبة السيناريو إيمان السعيد، في حديث إلى عنب بلدي، إن الميثاق “أدبي ومعنوي يؤسس لتقاليد المهنة تحت مواثيق الشرف”.
وأوضح الكاتب عدنان العودة، عبر صفحته في “فيس بوك”، أن الميثاق خرج إلى النور بعد ثلاثة أسابيع من النقاشات الفاعلة.
وأضافت إيمان أن لا شخص بعينه يقف خلف الميثاق، وإنما جاء نتيجة الملاحظات على الواقع الدرامي الحالي بالتزامن مع عدد من التجاوزات بحق الكتّاب، وبالتالي قرر الموقّعون أن يتحلوا بالإيجابية واتخاذ زمام المبادرة.
وأشارت إلى أن الميثاق لم يمتلك بعد “كامل قوته القانونية”، إلا أنه يؤسس لتقاليد وأعراف ناظمة بين الكتّاب، وبالتالي يعتبر قوة ردع ناعمة، وسيخفف بالضرورة من التجاوزات المعنوية بحق الملكية الفكرية والمعنوية للكاتب.
ومن بين الموقّعين، بحسب العودة، الكتّاب ممدوح حمادة ومازن طه وفؤاد حميرة وخالد خليفة.
كما شارك في الميثاق رافي وهبي وسامر رضوان وإياد أبو الشامات وكوليت بهنا وإيمان السعيد.
تجربة ديمقراطية
واعتبرت إيمان السعيد، في حديث إلى عنب بلدي، أن حلقة أولى من كتّاب لهم دورهم في الدراما السورية والعربية تشكلت، واصفة الأسماء بـ”الضامنة”، وأن المشاكل التي يعاني منها الموقّعون هي مشاكل جميع الكتّاب في الوقت الحالي.
ووصفت إيمان التجربة بـ”الديمقراطية” والغنية واللافتة ضمن حوار سوري، مؤكدة أن هذا الميثاق مسودة للتطوير عبر النقاش والاقتراح العام مع كل الشركاء في العملية الفنية.
وفي إجابتها حول قدرة كتّاب السيناريو، في هذه المرحلة الصعبة سياسيًا واقتصاديًا من تاريخ سوريا، على الالتزام بالبنود الواردة في الميثاق، قالت إيمان إن الكتّاب يقدمون أعمالهم إلى شركات إنتاج متنوعة عربيًا، ولمحاولة تبني محتوى يليق بذكاء المشاهد، وفي الوقت نفسه تحتاج الدراما إلى رفع أنواع الرقابة وعلى رأسها الرقابة الإبداعية.
كما أشارت إلى ضرورة تطوير المحتوى الفني على مستوى تكنيك السيناريو والحبكة، وحماية موقف الكاتب الأخلاقي والسياسي من أي اعتداء، طالما أنه صاحب فكر ويقدم رسائل تحمل قيمًا إنسانية في الحق والعدالة والجمال والخير، بحسب تعبيرها.
ونشر الكاتب سامر رضوان، عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك”، الميثاق، واعتبر الدراما السورية جزءًا من هوية ثقافية وفكرية.
وقال سامر في منشوره، إنه نتيجة إحساس الجمهور بشيء من الخذلان بعد خروج الدراما من ساحة المنافسة، وجب على الكتّاب المستقلين محاولة وضع ضوابط أولية ربما تشكل الخطوة الأولى لمرحلة التعافي.
ماذا تضمّن الميثاق؟
وجاء في الميثاق الذي نشره الكتّاب عبر صفحاتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، تعهّد الموقّعين “باحترام منجزات الزملاء والامتناع عن التدخل في نصوصهم أو التعديل عليها أو استكمالها نيابة عن صاحب النص الأصلي، إلا في حال الحصول على موافقة خطية منه وبما يضمن حقوقه المادية والمعنوية”.
كما تضمّن الميثاق تعهّد الموقّعين بالوقوف بمواقف واضحة ومباشرة من أي اعتداء على النصوص، وتحمّل مسؤولية كل كاتب عن الأعمال الدرامية التي كتبها الموقّعون، وأسهمت برسم صورة الدراما السورية الحالية.
واعتبر الميثاق أن الأوان قد حان لتغيير صيغة العقد الذي تبرمه شركات الإنتاج مع الكتّاب، وتحويله من صيغة “إذعان” إلى صيغة تضمن حقوقه وحقوق جميع الأطراف الأخرى.
ويأتي الميثاق في ظل انتقادات حادة من صنّاع الدراما السوريين ومتابعيها للمستوى الذي وصفه بعضهم بـ”الرديء” للدرما السورية في الموسم الحالي.
في حين اعتبر مخرجون سوريون التقتهم عنب بلدي في وقت سابق، أن الدراما تمر بـ”أزمة تهدد وجودها”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :