قدّمت “لجنة شؤون القرآن الكريم” في وزارة الأوقاف “نسخة معيارية للمصحف”، بعد أوامر من بشار الأسد بصياغتها، بهدف “إتقان وتبسيط رسم الحرف القرآني بما يوافق الضوابط العلمية المعتمدة عند أئمة علوم القرآن”.
وفي لقاء أمس الاثنين جمعه بوزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد وأعضاء اللجنة، اعتبر الأسد النسخة “إنجازًا مهمًا”، وأضاف “شهر رمضان الفضيل هو شهر عبادة وإعجاز ومن قام بهذا العمل لم يكتف بالحديث عن إعجاز القرآن الكريم بل انكب على الإنجاز ليناسب الإعجاز ووفق منهجية واضحة يجب تعميمها”.
وأشار الأسد إلى “الحاجة إلى النسخة في هذه المرحلة الخطيرة من التحريف والتضليل الذي يقوم به البعض لآيات كتاب الله ولهدي النبي محمد”.
واعتبر وزير الأوقاف أن “سوريا تبقى هي الرائدة في العالم العربي والإسلامي وهي تقدم هذا العمل والإنجاز خدمة لكتاب الله وصحيح الدين”، مضيفًا أن النسخة “تتميز بإحكام وإتقان وتبسيط رسم الحرف القرآني، وهي ثمرة جهود مضنية استمرت أكثر من 5 سنوات”.
“ستكون هذه النسخة المرجع والمعيار لكل ما ستتم طباعته من مصاحف”، وفق عبد الستار السيد على أن ترسل الوزارة نسخًا إلى الأزهر والدول العربية والإسلامية.
لكنّ وزارة الأوقاف لم تبيّن ما إذا كانت النسخة دققت بالتنسيق مع الأزهر أو مجمع الملك فهد في السعودية أكبر مجمع لطباعة نسخ المصحف ودراسة رسمه، وسط انقطاع العلاقات بين البلدين.
وينتج مجمع الملك فهد سنويًا 10 ملايين نسخة وسطيًا ويوزعها على المسلمين في جميع القارات، وقد أنتج أكثر من 160 إصدارًا و193 مليون نسخة، ويجري دراسات وأبحاثًا مستمرة لـ “خدمة المصحف ورسمه”.
وأثارت صور الأسد انتقادات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر ناشطون معارضون حمله للمصحف “تدنيسًا له”، على اعتباره يأمر بذات اليد بقصف المدن الخارجة عن سيطرته وهو مسؤول عن مقتل أكثر من 200 ألف سوري وفق تقارير الأمم المتحدة.
ومرّ القرآن الكريم بثلاث مراحل رئيسية فقد كتب في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) على قراطيس وألواح وأوراق النخل، ثم جمعها أبو بكر الصديق في مصحفٍ واحد، ورتب السور عثمان بن عفان على قراءة واحدة وأرسلها إلى مناطق الفتوحات محرقًا باقي المصاحف.
بعد ذلك لحق المصحف تعديلات من حيث التنقيط والتشكيل وشكل الأحرف، لكنّه بقي يسمى بمصحف “عثمان”.
–