وتيرة عمليات تبادل الأسرى تزداد في الشمال السوري

  • 2020/05/24
  • 1:42 ص
صعود أسرى قوات النظام السوري إلى السيارة خلال عملية تبادل الأسرى بين النظام وهيئة تحرير الشام - 16 أيار 2020 (عنب بلدي/ يوسف غريبي)

صعود أسرى قوات النظام السوري إلى السيارة خلال عملية تبادل الأسرى بين النظام وهيئة تحرير الشام - 16 أيار 2020 (عنب بلدي/ يوسف غريبي)

عنب بلدي – علي درويش

أجرت القوات العسكرية المسيطرة على مناطق شمال غربي سوريا ثلاث عمليات تبادل أسرى مع قوات النظام السوري، خلال الأسبوع الماضي، خرج إثرها مقاتلون من قوات المعارضة أُسروا خلال المعارك الدائرة ضد قوات النظام السوري منذ نيسان 2019، إضافة لمعتقلين نساء وأطفال، مقابل خروج عناصر وضباط، وتسليم جثث لمقاتلين في قوات النظام أُسروا خلال المعارك.

عمليات التبادل كان النظام السوري أحد طرفيها مقابل ثلاثة أطراف، إذ كانت الأولى مع “هيئة تحرير الشام” المسيطرة على إدلب، والثانية مع “الجبهة الوطنية للتحرير” المنضوية ضمن “الجيش الوطني السوري”، والثالثة مع تنظيم “حراس الدين” المنضم إلى غرفة عمليات “وحرّض المؤمنين”.

ما الآلية التي تنظم عملية التبادل

لم تكن عمليات التبادل الأخيرة بين النظام والفصائل الأولى والأخيرة، إذ سبقتها عمليات تبادل منذ بداية العمليات المسلحة.

وأوضح القيادي في فرقة “المعتصم” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري”، “الفاروق أبو بكر”، في حديثه إلى عنب بلدي، أن الأمور تكون نوعًا ما سهلة في أثناء عملية التبادل، ومعظم التبادلات تكون بحضور منظمة “الهلال الأحمر السوري” أو “الصليب الأحمر”.

وقال القيادي الذي يتولى تنسيق عمليات التبادل مع النظام من جهة “الجيش الوطني”، إن الفصائل متفقة سابقًا مع “الهلال الأحمر” على طريقة محددة وسهلة للتبادلات، بحيث تضمن الفصائل عدم حصول أي تجاوزات أو خروقات تفشل تطبيق الاتفاق.

ونفى “الفاروق” وجود تنسيق في عمليات التبادل بين “الجيش الوطني” و”تحرير الشام” وغرفة عمليات “وحرّض المؤمنين”، فكل من هذه الأطراف يُجري عملية التبادل دون الرجوع إلى الجهات الأخرى، رغم تنسيقها في المعارك ضد قوات النظام، خاصة بعد التقدم الذي أحرزه على حسابها بعد منتصف كانون الثاني الماضي، والذي توقف بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في 5 من آذار الماضي.

وتواردت أنباء عن تلقي الجهة المنفذة لعملية التبادل مبالغ مالية تصل إلى عشرة آلاف دولار أمريكي من ذوي المعتقل، مقابل إجراء عملية تبادل مع ضباط وعناصر من قوات النظام، لكن القيادي أكد أنه لا يأخذ أي أموال مقابل عمله.

عقبات وتفضيل بين الأسرى

أكد “الفاروق” وجود عقبات خلال عمليات التبادل، وعلى رأسها مماطلة النظام ورفضه عمليات التبادل أولًا، موضحًا أنها لا تجري إلا بالضغط عليه، عبر التواصل مع أهالي أسرى قوات النظام وإخبارهم بأن الجهة التي أسرت ابنهم جاهزة للتفاوض، وفوضته بعمليات التواصل والاتفاق على العملية.

بعدها يعمل أهالي أسرى قوات النظام على تفعيل “الواسطات” عبر أشخاص يضغطون على الضباط، حتى الوصول إلى صيغة محددة مع النظام، يعقبها تحديد الوقت والشروط وبقية تفاصيل العملية.

وتلعب نوعية الأسرى الموجودين لدى الفصائل في مناطق سيطرة المعارضة دورًا رئيسًا في عملية التبادل، وذلك حسب جنسية الأسير وطائفته أيضًا.

فالأسرى والجثث التي يحمل أصحابها الجنسية الإيرانية أو اللبنانية (الذين يتبعون للميليشيات الإيرانية وميليشيا “حزب الله” اللبناني) يحظون باهتمام أكبر من السوريين سواء كانوا أسرى أو جثثًا على اختلاف طوائفهم، بحسب القيادي.

ثلاث عمليات تبادل في أسبوع واحد

أجرت “الجبهة الوطنية للتحرير” و”هيئة تحرير الشام” وغرفة عمليات “وحرّض المؤمنين”، كل منها مبادلة مع قوات النظام خلال الأسبوع الماضي.

الأولى كانت بين “تحرير الشام” في منطقة دارة عزة بريف حلب الشمالي الغربي، في 16 من أيار الحالي، وأفضت إلى خروج ثلاثة عناصر تابعين لـ”الهيئة” وآخر تابعًا لـ”حركة أحرار الشام” مقابل إطلاق سراح العقيد في قوات النظام السوري عبد الكريم سليمان، الذي أُسر في معارك كفرنبودة بريف حماه الشمالي عام 2019، وعسكري آخر أُسر على طريق سلمية بريف حماه عام 2014، وتسليم جثة لم يوضح الفصيل لمن تعود.

كما خرج ثلاثة عناصر من “فيلق الشام” المنضوي ضمن “الجيش الوطني” من سجون النظام، في 18 من أيار الحالي، أُسروا في معارك ريف حلب الجنوبي، وهم: ثائر عثمان وحسان طحية ومازن كنينة، مقابل عسكري من قوات النظام أُسر في المعارك الأخيرة، وامرأة يتهمها الفصيل بأنها كانت تعطي إحداثيات لقوات النظام، وجثتين، الأولى لعنصر من “حزب الله” اللبناني، والثانية لعنصر من بلدة الزهراء بريف حلب.

وآخر هذه العمليات كان خروج امرأتين مع أطفالهما من سجون النظام السوري، في 22 من أيار الحالي، بعملية تبادل جرت في بلدة تفتناز بريف إدلب الشرقي، بين تنظيم “حراس الدين” والنظام، مقابل إطلاق سراح ثلاثة عناصر من قوات النظام.

“الفاروق أبو بكر”..

من الزخرفة والرخام إلى التفاوض مع النظام

لم يكن اسم القيادي السابق في “حركة أحرار الشام” وفصيل “المعتصم” حاليًا، علاء عدنان أيوب (الفاروق أبو بكر)، معروفًا سوى للأشخاص الذين يتعامل معهم في مهنته الزخرفة وصناعة الرخام، والأقارب وبعض المعارف حتى بداية الثورة السورية في عام 2011.

انخرط “الفاروق” في الثورة السورية واعتُقل مرتين من قبل أجهزة الأمن السورية، وانتقل لاحقًا إلى العمل المسلح مع ظهور تشكيلات “الجيش الحر” في حلب، ولاحقًا انضم إلى صفوف “حركة أحرار الشام”.

في عام 2014 عُيّن “الفاروق”، المولود في حي السكرية بمدينة حلب عام 1984، والذي ترك الدراسة بعد إتمام المرحلة الإعدادية، مسؤولًا عن مكتب العلاقات المختص بشؤون الأسرى والمبادلات، في مدينة حلب، وأنشأ مكتبًا خاصًا لمتابعة أمور الأسرى، والمفاوضات مع النظام، يضم ممثلين من مختلف فصائل حلب.

وفي تشرين الثاني 2016، تولى مفاوضات خروج المقاتلين والمدنيين من أحياء مدينة حلب في أثناء حصارها، التي قضت لاحقًا بإجلاء المدنيين من أحياء المدينة الشرقية وخروج مقاتلي المعارضة المسلحة، وسيطرة قوات النظام على معظم مدينة حلب، في 22 من كانون الأول 2016، إضافة إلى صفقة الإفراج عن قائد “حركة أحرار الشام” السابق حسن صوفان.

وانتقد الفاروق عام 2017 عدم مشاركة “أحرار الشام” في مفاوضات “أستانة”، واستقال من “الحركة” في حزيران 2018، وانضم إلى صفوف “لواء المعتصم” أحد فصائل “الجيش الوطني”.

يعرف عن الفاروق عداوته لـ”هيئة تحرير الشام” واتهامه لقائدها “أبو محمد الجولاني” بالخيانة، بسبب هجوم عناصر “تحرير الشام” على مقرات “الأحرار”، رغم المعارك التي كان يشنها النظام على ريف دمشق في آذار 2018، وذلك بدل أن يساند “الجولاني” فصائل المعارضة في حربها ضد النظام بفتح جبهات على النظام، حسب تغريدة له عبر حسابه في “تويتر“.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا