500 عائلة تعاني.. سهل الغاب بلا عيد لأول مرة

  • 2020/05/24
  • 1:14 ص

أطفال نازحون في جبل شحشحبو بمنطقة سهل الغاب (عنب بلدي)

ريف حماة – إياد عبد الجواد

لأول مرة تغيب أجواء عيد الفطر عن أهالي منطقة سهل الغاب وسط سوريا، بعد سيطرة قوات النظام على معظم أراضيه.

وتتمثل أهم طقوس العيد في المنطقة بزيارة المقابر وصلاة العيد ومعايدة الأقارب والجيران، وكلها تغيب عن الأهالي، بحسب ما يقوله رئيس المجلس المحلي في زيزون، أحمد نعسان.

ويضيف نعسان أن الخوف من استهداف قوات النظام للتجمعات، سبب يمنع من تبقى في سهل الغاب من ممارسة طقوس العيد.

وتغيب هذه الطقوس أيضًا عن بلدة قسطون في العام الحالي، لأنها صارت شبه خاوية من سكانها، ما يعني غياب الجلسات التي كان الأهالي يعقدونها في العيد، كونهم تفرقوا في مناطق عدة نزحوا إليها، كما يقول وائل الجمعة، وهو من أهالي قسطون الذين نزحوا باتجاه الحدود التركية، بعد أن صارت البلدة أكثر خطورة تحت مرمى نيران قوات النظام.

500 عائلة تعاني

رغم الهدوء الذي تعيشه منطقة سهل الغاب، يمنع غياب الخدمات الأهالي من العودة، وأهمها النقاط الطبية وخدمات المنظمات الإغاثية، إضافة إلى غياب مياه الشرب.

ويتركز عدد قليل من الأهالي لا يتجاوز 500 عائلة في قرى الزقوم والدقماق والحميدية وقسطون وزيزون، بحسب رئيس المجلس المحلي في زيزون، أحمد نعسان، الذي يعتقد أن استمرار الهدوء سيدفع الأهالي إلى العودة.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي، لا يوجد أي بائع حلويات أو ألبسة في المناطق التي بقي فيها عدد من العائلات.

مصعب الياسين ناشط من أهالي ناحية الزيارة، يقول إن الأطفال محرومون من فرحة العيد في قريتي قسطون وزيزون، نظرًا للقصف الذي تتعرض له بشكل شبه يومي من قوات النظام، وتحليق طائرات الاستطلاع الروسية.

ويضيف أن المنطقة تعيش ظلامًا دامسًا لأن السكان لا يشعلون الإنارة خوفًا من القصف، ما يزيد الضيق على الأهالي خلال العيد.

ويوضح أن العائلات التي بقيت في سهل الغاب لا تملك تكاليف النزوح إلى الشمال، ومنهم من فضلوا البقاء ليعملوا في زراعة أراضيهم، رغم الظروف الخدمية المتردية التي يعانونها.

ولا يستطيع معظم الأهالي شراء لباس العيد لأطفالهم أو الحلويات بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار، كما أنهم لا يستطيعون تأمين مياه الشرب، بعد وصول سعر البرميل الواحد إلى 500 ليرة سورية.

عيد في النزوح

عبد المعين الغابي نازح من قريته قبرفضة في منطقة سهل الغاب، يعيش في شمالي إدلب، يتحدث عن غصة مع حلول العيد، بسبب البعد عن القرية و”جمعة أهلها”، وقبور أقاربه التي اعتاد زيارتها.

يقول، “نحن هنا غرباء، بالكاد نعرف الجيران، جميع أقاربنا وأصدقائنا في مناطق بعيدة عنا لن نتمكن من معايدتهم”.

ويوضح أنهم تخلوا عن شراء الحلويات والقهوة المرة وغيرها من طقوس العيد، وهمهم الحالي زرع البسمة على وجوه الأطفال المحرومين من العيد، كما معظم الأطفال النازحين.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع