د. أكرم خولاني
يعتاد الجسم خلال شهر رمضان على الصيام عن الطعام والشراب لساعات طويلة، ثم يأتي عيد الفطر فيحدث تغير مفاجئ في مواعيد وأساليب ونوعيات الطعام المتناول، ولا يرجع الناس إلى نظام غذائهم قبل رمضان فحسب، بل يرتكبون العديد من الأخطاء الغذائية التي تسبب اضطرابات هضمية عديدة.
لذلك يلاحظ عادة ارتفاع في أعداد المرضى الذين يفدون إلى أقسام الطوارئ في المشافي وهم يعانون من مشاكل هضمية، مثل الغثيان والتقيؤ وعسر الهضم وحرقة المعدة والاضطرابات المعوية خلال فترة العيد مقارنة بالفترات الأخرى.
كما تتضاعف الأضرار والمخاطر لدى الأشخاص الذين يعانون أصلًا من أمراض ومشاكل صحية، مثل مرض السكري وأمراض القلب، من جراء الارتفاع المفاجئ في نسب السكر في الدم لديهم، الذي ينجم عادة عن الإفراط في تناول الحلويات والنشويات خلال فترة العيد.
ما أسباب حدوث الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر؟
- تناول وجبة إفطار ثقيلة صباح العيد، ولأن المعدة غير معتادة على تناول الطعام في هذا الوقت فإن ذلك يحدث عسر هضم، فلكي تعتاد المعدة على الطعام في الصباح يجب البدء بتناول كميات قليلة من الطعام ثم زيادتها تدريجيًا.
- الإفراط في تناول الأغذية الدسمة والمقلية، حيث تكثر ولائم الغداء والعشاء الحاوية على اللحوم والمأكولات الدسمة، ولأكثر من مرة خلال اليوم، ما ينتج عنه صعوبة في الهضم أيضًا.
- التركيز على تناول الأطعمة المتنوعة والحلويات والموالح والمكسرات المختلفة بين الوجبات، ابتداء من صباح اليوم الأول للعيد، بسبب الشعور بأن من غير اللائق رفض الضيافة التي يقدمها لنا الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران في أثناء زيارتنا لهم خلال العيد، ما يسبب إرباكًا شديدًا للجهاز الهضمي وحدوث حرقة معدية ومغص وإسهال.
- الإكثار من تناول حلويات العيد، وخاصة الحلويات الشرقية المختلفة مثل الكنافة والقطايف والمعمول، التي تحتوي على نسبة عالية جدًا من الدهون والسكريات، ما يؤدي إلى إرباك الجهاز الهضمي، إضافة إلى أنها ترفع مستوى السكر والدهون في الدم، ما يؤثر سلبًا على مرضى السكر والقلب والشرايين.
كيف يمكن الوقاية من حدوث الاضطرابات الهضمية في عيد الفطر؟
- التدرج في تعويد الجهاز الهضمي على استقبال الطعام، عن طريق تناول وجبة إفطار خفيفة، وتناول الوجبات الرئيسة في أوقات مقاربة لأوقات السحور والإفطار، ثم تقريب مواعيد الوجبات تدريجيًا إلى مواعيد الوجبات المعتادة.
- تجنب الإفراط بتناول الطعام، وتناوله بصورة وجبات محددة، لأن عدم تحديد مواعيد للوجبات قد يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك، كذلك عدم إهمال وجبة الفطور، لأن إهمالها سيؤدي إلى الإفراط في تناول الأطعمة في أثناء النهار.
- اعتماد الأطعمة المنزلية والابتعاد عن المأكولات الجاهزة، والحرص على شراء المأكولات الجاهزة من مصادر آمنة وموثوقة، وعند تناول الطعام خارج المنزل يجب اختيار المطاعم والأماكن النظيفة.
- التخفيف من المقليات والصلصات السميكة، والإقلال من تناول الأطعمة التي تهيّج المعدة وتزيد من حموضتها، كتلك التي تحتوي على بهارات حارة وتوابل.
- اختيار الأطعمة الصحية ذات القيمة الغذائية العالية والقليلة السعرات الحرارية، مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة واللحوم القليلة الدسم.
- تجنب الأطعمة المالحة والمشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والكافيين.
- الحرص على شرب كميات كافية من الماء والسوائل، ما لا يقل عن ثمانية أكواب يوميًا، فهذا يقي من الجفاف، ومن شأنه أن يجنب الإفراط في تناول المأكولات المغرية والمتوفرة في كل مكان أيام العيد.
- عدم الإكثار من تناول الحلويات والشوكولا والمشروبات الغازية في أثناء الزيارات أو مع الوجبات السريعة الجاهزة، والاستعاضة عنها بكوب من العصير الطبيعي أو حبة فواكه أو سلطة الفواكه التي تحتوي على المعادن والفيتامينات والألياف الغذائية المفيدة التي لا توجد في الحلويات.
- مراعاة الأشخاص المرضى (السكري، الضغط…) في الأسرة نفسها، بإعداد بعض الأصناف التي تتناسب مع مرضهم ومع حميتهم الغذائية، كذلك مراعاة الزوار وعدم إلزامهم بتناول جميع الأصناف المنوعة على المائدة.
- ممارسة المشي في الطبيعة خلال إجازة العيد وفي الأيام التي تليها، لإعادة الجسم إلى توازنه، وعدم الركون إلى النوم والخمول.
- توعية الأطفال من قبل الأهل، وشرح الآثار الضارة المترتبة على الإفراط بتناول مأكولات العيد، وكذلك الناجمة عن تناول المأكولات والمشروبات المكشوفة غير النظيفة وغير الصحية.