“الأجنحة المتكسرة”.. جبران يروي ارتواء روحه بالحب والأوجاع
لا تعدّ رواية “الأجنحة المتكسرة” من المؤلفات الشهيرة لجبران خليل جبران خلال مسيرته الأدبية، التي لم تطل كثيرًا بسبب وفاته المبكرة جراء إصابته بمرض السل عام 1932، إلا أنها تعدّ من أشهر ما كتب من روايات وقصص الحب الكلاسيكية باللغة العربية.
تروي “الأجنحة المتكسرة” (95 صفحة) قصة حب بين شاب يبلغ من العمر 18 عامًا وفتاة تدعى “سلمى” ابنة السيد “فارس كرامة”، التي تُزوّج لشخص آخر أكثر ثراء من الشاب ويسمى “منصور بك”، لتبدأ المشكلات بالتفاقم تدريجيًا.
ولكن المثير في القصة هو أن الراوي جعل من نفسه بطل الرواية كلها، الصادرة عام 1912.
وتدور أغلب أحداث الرواية بين تلك الشخصيات الثلاث، وتحدث جبران في روايته عن أول قصة حب له، ومدى تأثيرها على حياته، فطلب منه “فارس كرامة” في بداية القصة أن يزوره في أحد الأيام في بيته ليحدثه أكثر عن ماضيه مع والده، ولكي يعرّفه إلى ابنته، فقام الكاتب بزيارة “فارس”، وهناك تعرّف إلى ابنته “سلمى كرامة”، ليزيد الود بينهما في كل زيارة لبيت “فارس”.
وكان جبران يتعرف أكثر إلى “سلمى” ويزداد حبه وتعلقه بها، وفي إحدى المرات استدعى المطران “فارس كرامة” للتحدث معه في أمر مهم، ما اضطره للتوجه إليه، لتكون ذات الليلة فرصة الكاتب ليستغلها ويعترف بحبه لـ“سلمى كرامة”، التي بادلته نفس الشعور حينها.
عند عودة “فارس” من لقائه مع المطران أخبر “سلمى” بقرار زواجها من ابن أخ المطران “منصور بك”، الذي كان معروفًا بطمعه في الحصول على أملاك “سلمى” ووالدها، وفق وصف الرواية لتلك الشخصية.
تزوج “منصور بك” بـ“سلمى” من دون إرادتها، ومرت الأشهر والفصول، وبعد تلك الواقعة، بدأ الكاتب و”سلمى” يلتقيان مرة كل شهر في معبد صغير بعيد عن بيتها، يتبادلان الأحاديث، فقال لها ذات مرة “الجمال الحقيقي هو أشعة تنبعث من قدس أقداس النفس وتنير خارج الجسد، مثلما تنبثق الحياة من أعماق النواة وتكسب الزهرة لونًا وعطرًا”.
كان جبران يرى في ملامح “سلمى” تقلبات موجعة كوجعها في حياتها مع زوجها “منصور بك”، لكن تلك الملامح لم تكن في نظر جبران إلا “كسحابة رقيقة توشح القمر فتزيد منظره حسنًا وهيبة، إن الملامح التي تُبيح أسرار الذات المعنوية تكسب الوجه جمالًا وملاحة مهما كانت تلك الأسرار موجعة وأليمة”.
جبران خليل جبران شاعر وروائي لبناني، ولد في بلدة بشري شمالي لبنان عام 1883، سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية صغيرًا فأخذ جنسيتها وبدأ مسيرته الأدبية هناك، درس الرسم، وأسس “الرابطة القلمية” التي جمعت عددًا من أدباء المهجر، مثل ميخائيل نعيمة ونسيب عريضة، وكانت رواية “النبي” إحدى أهم رواياته التي اشتهر بها في الغرب عام 1923، ومن أهم رواياته “عرائس المروج”، و”الأرواح المتمردة”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :