“الوفاق” تتقدم في ليبيا على وقع دعم أمريكي سياسي
تشهد المعارك في ليبيا بين حكومة “الوفاق الوطني” المدعومة دوليًا، وقوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، تطورات عسكرية وسياسية مستمرة، بالتزامن مع دعم دولي لـ “الوفاق”.
تطورات عسكرية
وأعلنت “حكومة الوفاق”، المعترف بها أمميًا، اليوم السبت 23 من أيار، عن سيطرتها على مدن جديدة جنوبي العاصمة الليبية طرابلس.
وسيطرت “الوفاق” على معسكري “اليرموك” و”حمزة”، بحسب ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية عن الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية “بركان الغضب”، مصطفى المجعي.
ووصف المجعي معسكر “اليرموك” بـ”أكبر المقار الأمنية- العسكرية” جنوبي طرابلس.
وسيطرت قوات “الوفاق”، في 18 من أيار الحالي، على قاعدة “الوطية” الجوية، جنوب غرب طرابس بنحو 125 كيلومترًا، وهي واحدة من آخر نقطتين لقوات “الجيش الوطني الليبي” التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر في الغرب الليبي.
واعتبر وزير الدفاع التركي الذي تدعم بلاده حكومة “الوفاق” بالأسلحة والمستشارين، خلوصي آكار، في 20 من أيار الحالي، أن توازنات المعارك في ليبيا “اختلفت بعد تقديم تركيا للخدمات الاستشارية والتدريبات لقوات الوفاق”.
دعم سياسي “للوفاق”
وبالتزامن مع الانتصارات العسكرية لقوات “الوفاق”، حصلت الأخيرة على دعم أمريكي علني، بعد مكالمة هاتفية جمعت رئيس الحكومة فائز السراج، بسفير الولايات المتحدة في ليبيا اليوم.
وبحسب ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، “أثنى السفير ريتشارد نورلاند على مساهمة الحكومة “بدحر الإرهاب”، مع تأكيده على الحاجة “لإنهاء تدفق الأسلحة المزعزع للاستقرار”ـ بحسب وصفه.
لم يكن التواصل بين “الوفاق” والولايات المتحدة الأمريكية الأخير على مستوى الوزير فقط، إذ ذكرت الوكالة أن محادثةً هاتفية جمعت السراج مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في وقت سابق.
وأكد بومبيو “ضرورة إنهاء الهجوم غير الضروري ضد طرابلس”، ومغادرة القوات الأجنبية لليبيا.
وتدعم كل من الإمارات ومصر وفرنسا قوات خليفة حفتر، فيما يستمر الدعم التركي لقوات “الوفاق”.
التحركات الأمريكية تجاه ليبيا تزامنت مع توجيه رئيس البرلمان العربي، مشعل بن فهم السلمي رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة طالب فيها بإلزام الأطراف المتصارعة بـ”الوقف الفوري لإطلاق النار”.
وفي سياق متصل، قالت وكالة “الأناضول” إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بحثا “التطورات في ليبيا”، دون أن تورد مزيدًا من التفاصيل.
وقال أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ، في لقاء مع صحيفة ريبوبليكا الإيطالية، في 14 من أيار الحالي، إنه “لا يمكن وضع حكومة السراج (الحكومة الشرعية) والجنرال خليفة حفتر (قائد الجيش الوطني الليبي المعارض) في كفة وحدة”.
لكنه أكد في الوقت نفسه أن على جميع الأطراف الليبية الالتزام بحظر استيراد السلاح.
“الوفاق ترفض الهدنة”
دفعت التطورات العسكرية والسياسية في ليبيا، حكومة “الوفاق” إلى رفضها أي هدنة مع قوات حفتر، إذ أعلن وزير الداخلية في حكومة السراج، فتحي باشاغا، في 21 من أيار، رفض حكومته “لأي هدنة إنسانية”.
واعتبر، عبر حسابه في “تويتر”، أن هذه الدعوات “محاولة للتغطية على هزائم حفتر”.
الذين يدعوا بأنهم يسعوا لـ"هدنة إنسانية" ، هم يسعوا لإخفاء هزائمهم وتراجعهم المستمر تحت مسميات مختلفة، احياناً "هدنة إنسانية" واحياناً اعادة تمركز. لا يمكن إخفاء حقيقة التراجع والهزائم على أنها بادرة "إنسانية" 1/4
— فتحي باشاغا Fathi Bashagha (@fathi_bashagha) May 21, 2020
في حين نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، محمد القبلاوي، أن “الوفاق” لن تتخلى عن إنهاء الانقلاب، بحسب وصفه، وأن الهدف هو السيطرة على كامل ليبيا.
الناطق باسم #الخارجية محمد #القبلاوي: هدف #حكومة_الوفاق بسط السيطرة الأمنية على كامل تراب #ليبيا لإدارة العملية السياسية مع المؤمنين بالدولة المدنية الديمقراطية pic.twitter.com/ClYfB3IptM
— وزارة الخارجية والتعاون الدولي – دولة ليبيا 🇱🇾 (@Mofa_Libya) May 21, 2020
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :