يعاني قاطنو مخيم “الركبان” أوضاعًا إنسانية صعبة في ظل إغلاق الأردن نقاطها الطبية الوحيدة والتابعة لـ”يونيسف” فيه، خوفًا من انتشار فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ورغم المناشدات لإدخال بعض الحالات الإسعافية، لم يتلقَّ المسؤولون عن المخيم أي استجابة من السلطات الأردنية، بحسب ما أكده رئيس هيئة العلاقات العامة والسياسية في البادية السورية، شكري الشهاب، في حديث إلى عنب بلدي اليوم، الجمعة 22 من أيار.
وتحدث الشهاب لعنب بلدي عن إحدى الحالات المستعجلة بقوله، “يعاني أحد الأطفال من بول مدمى وارتفاع في درجة حرارته بشكل مستمر، و بعد إجراء صورة إيكو عندنا توضحت إصابته باستسقاء حاد بالكلية نتيجة الالتهاب”.
وأضاف، “ناشدنا الأردن إدخاله لتلقي العلاج الذي يحتاج إلى مشفى لكن دون استجابة”.
ووجهت هيئة العلاقات العامة والسياسية في مخيم “الركبان” نداء، في 18 من أيار الحالي، إلى نقطة الأردن الطبية للسماح بدخول طفل إلى الأردن لتلقي العلاج، دون رد.
الولادات في قاعدة عسكرية
في نيسان الماضي، وضعت امرأتان حاملان طفليهما في قاعدة “التنف” المحاذية للمخيم شرقي سوريا، التي تديرها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ولم يكن قادة القاعدة الأمريكية على استعداد لمساعدة الامرأتين، إلا أنهم وافقوا بعد اتصالات أجراها ناشطون في المجال الإنساني، بحسب صحيفة “التايمز“ الأمريكية.
وكانت الحالات الطبية الطارئة وحالات الولادة الحرجة تدخل إلى الأردن عن طريق مفوضية الأمم المتحدة، إلا أن الأردن علّق جميع عمليات الدخول ضمن إجراءاته لمواجهة “كورونا”، كما أغلقت جميع مراكز المفوضية الأممية أبوابها في المخيم.
وتوجد الآن اثنتان من النساء حوامل، بحاجة إلى ولادة قيصرية، بحسب ما أكده رئيس هيئة العلاقات العامة والسياسية في البادية السورية، شكري الشهاب، لكنهما متخوفتات من الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام للولادة، كما ذهبت منذ فترة أربعة حوامل للولادة عن طريق “الهلال الأحمر”.
ومنع النظام السوري النساء الأربع سابقًا من العودة إلى المخيم، واحتُجزن 15 يومًا على حاجز “جليغم” في خيام، قبل إرسالهن إلى حمص، بحسب الشهاب.
ويعاني قاطنو المخيم ظروفًا إنسانية قاسية، ويدفعون ثمن المناكفات السياسية وتبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو، وسط مخاوف من انتشار الفيروس بين أهالي المخيم.
–