تحدث قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، عن العلاقة التي تجمع بين القوات الأمريكية المنتشرة في شمال شرقي سوريا وحقول النفط في المنطقة.
وقال في مقابلة مع “المرصد المصري” أمس، الخميس 21 من أيار، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعهدت رسميًا بمساعدة “قسد” على حماية الحقول النفطية من هجمات تنظيم “الدولة الإسلامية” وتأمنيها.
وأكد أن أمريكا لا تتدخل بالأمور الإدارية أو المالية المرتبطة بالنفط، وفق قوله.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن من أكبر المكاسب التي حققتها في الحرب ضد تنظيم “الدولة”، السيطرة على حقول النفط شرقي سوريا، التي كانت تشكل مصدر عائدات رئيسًا للتنظيم.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قال إن بلاده ستأخذ حصتها من النفط السوري، وذلك بعد انتهاء القوات الأمريكية من محاربة تنظيم “الدولة” في سوريا.
وأضاف ترامب، في لقاء متلفز نقلته وسائل إعلامية أمريكية، منها “فوكس نيوز”، في 27 من تشرين الأول 2019، “لا ننوي البقاء بين تركيا وسوريا للأبد، حروبهم مستمرة منذ سنوات، ولكننا نريد تأمين النفط، ومن المحتمل أن نقاتل في حال اقترب أحد وحاول أخذه، هناك كميات مهولة من النفط، ومن المهم أن نؤمّن عليه وذلك لأسباب”.
وأوضح الرئيس الأمريكي الأسباب وهي: “أولًا لأن (الدولة الإسلامية) كانت تستخدمه، ثانيًا لأنه مفيد للكرد، ثالثًا لأننا سنأخذ منه أيضًا. قد نوكل شركة (إكسون موبيل) أو أي شركة أمريكية أخرى بالذهاب إلى حقول النفط (في سوريا) والتنقيب فيها”.
وبحسب عبدي، فإن “قسد” تستخدم عائدات النفط لـ”تلبية احتياجات المنطقة عسكريًا وإداريًا”.
وتقع أهم حقول النفط والغاز السورية في محافظتي دير الزور والحسكة، حيث تسيطر القوات الأمريكية على حقل “العمر” النفطي، الذي يعد أكبر حقول النفط في سوريا مساحة وإنتاجًا.
كما تسيطر على حقل “التنك”، وهو من أكبر الحقول في سوريا بعد حقل “العمر”، ويقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي.
بالإضافة إلى حقل “كونيكو” للغاز، وهو أكبر معمل لمعالجة الغاز في سوريا، كما يُستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية ويقع بريف دير الزور الشمالي.
ويقدّر إنتاج الحقول الثلاثة بنحو 140 إلى 150 ألف برميل نفط يوميًا، وكان إنتاجها نحو 386 ألف برميل يوميًا في عام 2010، في وقت كان استهلاك سوريا نحو 250 ألف برميل يوميًا، بحسب مصادر متقاطعة منها “بي بي سي” و”بزنس انسايدر” الاقتصادي.
وكانت القوات الأمريكية عملت على إعادة تموضعها في مواقع شمال شرقي سوريا، معززة وجودها بمعدات عسكرية ثقيلة وأخرى لوجستية، حيث انتشرت قرب حقول النفط والغاز ومواقع أخرى كانت قد انسحبت منها سابقًا قرب الحدود مع تركيا، مع بدء أنقرة عملية عسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، في 9 من تشرين الأول 2019.
وفي 16 من أيار الحالي، نشر التحالف الدولي صورًا لدورية أمريكية سيّرها بالقرب من حقل للنفط في الحسكة.
وقالت غرفة عمليات “العزم الصلب” التابعة للتحالف، إن الدورية هدفها منع وصول التنظيم إلى النفط في المنطقة.
–