شهدت الأيام الماضية صراعًا خفيًا بين تنظيم “حراس الدين” و”هيئة تحرير الشام” حول اتهامات وُجّهت لعناصر من الأول بما وصف بأنه “احتطاب” غرفة عمليات أحد الفصائل.
ونشرت حسابات مقربة من “تحرير الشام” أمس، الخميس 21 من أيار، وثائق قالت إنها عثر عليها في أحد مقرات “حراس الدين”، تثبت قيام مجموعة من عناصره بـ”احتطاب” غرفة عمليات تدير محورًا على جبهات القتال مع النظام السوري.
ويُستخدم مصطلح “الاحتطاب” في أدبيات “الجماعات الجهادية”، كتأصيل فقهي لتبرير عمليات السلب والنهب والسرقة ضد من تصفهم بأنهم “كفار” لتمويل عملياتها.
https://twitter.com/alshmali_alhr0/status/1263625416843177987
وتعود القضية إلى الأسبوع الماضي، عندما أقدمت مجموعة من ثلاثة أشخاص بسرقة “مضاد 23″ (للطيران لكن يستخدم كمضاد دروع) من المكتب العسكري لـ”الهيئة”، قبل أن يحتمي هؤلاء الأشخاص بمقر لـ”حراس الدين” في قرية عرب سعيد.
وتمكنت “الهيئة” من معرفة مكان “المضاد” والتعرف إلى السارقين، واعتقلت أحد عناصر المجموعة، وفي أثناء محاولة اعتقال الشخصين الآخرين منعهم تنظيم “حراس الدين”، وجرت اشتباكات وداهمت “الهيئة” المقر ووجدت فيه العديد من المسروقات.
وعقب ذلك، اتفق الطرفان على تسليم “حراس الدين” المسروقات، والاتفاق على محكمة شرعية لمحاسبة الضالعين، لأن بعض المسروقات تعود لفصيل “فيلق الشام”.
ثم نشرت حسابات مقربة من “تحرير الشام” وثائق تثبت ضلوع عناصر “حراس الدين” بـ”احتطاب” نقاط تمركز ومقرات وسلاح فصائل في إدلب.
لكن التنظيم خالف حديث “الهيئة”، إذ نشرت حسابات مقربة منه بيانًا تحت عنوان “وقد خاب من افترى”، يتهم فيه “تحرير الشام” بالوقوف خلف حملة إعلامية ضده.
وأوضح التنظيم أن ما تحدثت به “تحرير الشام” حول سرقة عناصرها “المضاد” غير صحيح، معتبرًا أن السارقين لا علاقة لهم بالتنظيم.
وأشار إلى أنه بعد تكشف القضية، اتفق الطرفان على تعهد “حراس الدين” بإرجاع “المضاد” من المجموعة المستقلة التي لا تربطها علاقة تنظيمية بالفصيل، إلى جانب تعويض الأخير بسيارة من نوع “بيكاب” أعطبتها “الهيئة”، وتشكيل لجنة قضائية مشتركة للبت في جميع القضايا.
وختم “حراس الدين” حديثه بأن “مجالس القضاء أمانة، فلا يصح إخراج الحديث منها قبل الانتهاء وحل الإشكال”، طالبًا من “الهيئة” إمساك يد “السفهاء”.
ويعتبر الفصيل فرعًا لتنظيم “القاعدة” في سوريا، وأحد تشكيلات غرفة عمليات “وحرّض المؤمنين”، التي تضم مجموعة من التشكيلات الجهادية، ويتركز نشاطه العسكري في الخاصرة الغربية من محافظة إدلب، وصولًا إلى الريف الشمالي للاذقية.
وانشقّ “حراس الدين” عن “هيئة تحرير الشام” بسبب رفض قيادييه فك ارتباط الفصيل بـ“تنظيم القاعدة”.
وشهدت العلاقات بين “الهيئة” وتنظيم “حراس الدين” توترًا، خلال الأشهر الماضية، أدى إلى معارك واشتباكات بين الطرفين.
ودعا التنظيم، في 20 من نيسان الماضي، إلى ترتيب صفوف البيت الداخلي بعد “استفزازات ومحاولات إخراجه من مقراته في الشمال السوري” من قبل أطراف لم يسمّها، بحسب القيادي في التنظيم “أبو محمد السوداني”.
ولم يحدد “السوداني” الجهة المسؤولة عن “الاستفزازات”، لكنه أوضح أنها محسوبة على “المجاهدين”، في إشارة إلى “هيئة تحرير الشام”، التي حاولت إرسال رتل عسكري إلى بلدة أرمناز لمحاولة إخراج مقاتلي التنظيم من مقراتهم.
–