بعد 12 عامًا.. النووي الإيراني إلى الحل
صمت سعودي.. تنديد إسرائيلي.. و”الممانعة” إلى أين؟
رغم هتافات “الموت لأمريكا” التي نادى بها أعضاء البرلمان الإيراني يوم القدس (الجمعة الفائت)، الذي يعتبر “سنة الخميني” في دمشق وبيروت وطهران، إلا أن تقاربًا محتملًا مع واشنطن يعيد العلاقات الدبلوماسية إلى سابق عهدها إثر الاتفاق “التاريخي” الذي أقر في فيينا، اليوم الثلاثاء 14 تموز، ويرسم خارطة طريق لإنهاء قضية الملف النووي الإيراني نهاية العام.
ونقلت وكالة رويترز عن يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن الوكالة وقعت خارطة طريق مع إيران اليوم بهدف حل كل القضايا العالقة بشأن برنامج إيران النووي بحلول نهاية العام، مضيفًا أن إمكانية دخول موقع بارشين العسكري الإيراني جزء من ترتيب منفصل، وأن أمانو سيقدم التقييم النهائي لحل كل القضايا العالقة السابقة والحالية في منتصف كانون الأول 2015.
ويقضي الاتفاق المبرم بين إيران ومجموعة 5+1 برفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة على إيران مقابل موافقتها على فرض قيود لأكثر من عشر أعوام على برنامجها النووي.
وأكد دبلوماسيون لرويترز، أن إيران قبلت بخطة تقضي بعودة سريعة للعقوبات خلال 65 يومًا إذا لم تلتزم باتفاقها مع القوى العالمية الست للحد من برنامجها النووي، موضحين أن حظر الاسلحة الذي تفرضه الامم المتحدة على إيران سيستمر خمس سنوات بينما سيستمر الحظر على الصواريخ ثماني سنوات، بموجب الاتفاق الأخير.
وبعد انقطاع كامل في العلاقات بين طهران وواشنطن دام 35 عامًا، فإن بوادر انفراج بين البلدين بدأت تظهر ملامحها منذ عامين، لا سيما التقارب الشخصي بين وزيري الخارجية جواد ظريف وجون كيري، الأمر الذي من شأنه عودة العلاقات تدريجيًا بينهما، لتبقى حالة العداء “الظاهري” لاتعدو كونها شعارات فارغة تحولت إلى “تراث فارسي” بحسب مراقبين.
بدوره، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتفاق اليوم، واصفًا إياه بـ “الخطأ التاريخي”، وقال إنه “سيبذل قصارى جهده لعرقلة طموحات إيران النووية”، ومضيفًا في لقاء مع وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز في القدس اليوم “ستحصل إيران على مسار مؤكد صوب الأسلحة النووية، وسترفع كثيرًا من القيود التي من المفترض أن تمنعها من الوصول إلى ذلك”، وأردف “ستحصل إيران على جائزة حجمها مئات المليارات من الدولارات ستمكنها من متابعة عدوانها وإرهابها في المنطقة وفي العالم.. هذا خطأ سيئ له أبعاد تاريخية”.
وبينما لم تصدر تصريحات عن أي دبلوماسي سعودي حتى اللحظة، لكن حالة من الترقب والحذر تبديها الرياض نظرًا للانفراج لدى دولة تعتبر ندًا تاريخيًا، كما أنها تتخوف على مصير التحالف القديم مع واشنطن منذ عقود، ومستقبل المنطقة التي تشهد صراعات تعتبر إيران والسعودية طرفين أساسيين فيها، كالحال في سوريا واليمن والعراق.
محور “الممانعة” في بيروت ودمشق لم تقل أفراحه عن العاصمة طهران، فاحتفل إعلام الأسد معتبرًا الاتفاق من “اللحظات التاريخية” في المنطقة، كما وصفه إعلام حزب الله الرسمي بـ “الانتصار الكبير”، في حين يتوقع مراقبون تنازلات إيرانية بخصوص العلاقات مع إسرائيل، مقابل ضوء أخضر لنفوذ متزايد في سوريا ودول المنطقة، لتكون “الممانعة والمقاومة” شعارات بائدة تناقض من حيث المبدأ شعار “الموت لأمريكا”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :