نفى وزير الخارجية ورئيس وزراء تركيا الأسبق، أحمد داود أوغلو، في مقابلة مصوّرة، الاتهامات الموجهة له بإدارة الملف السوري “بطريقة مذهبية”، كما نفى مساعدة أي تنظيمات مسلحة في سوريا.
“حاولنا مساعدة الأسد”
وأجاب داود أوغلو في المقابلة التي بُثت اليوم، الأربعاء 20 من أيار، ردًا على سؤال عن “سوء إدارته” للملف السوري، بقوله إن العلاقات التركية- السورية “أصبحت جيدة في عهدي”، وليس العكس.
وأوضح داود أوغلو، “ذهبت إلى سوريا عدة مرات بين شهري كانون الثاني وآب 2011 لإيجاد حلول دبلوماسية مع الأسد”.
وأضاف داود أوغلو أنه حاول مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والرئيس الأسبق، عبد الله غُل، إقناع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للقيام “بإصلاحات صغيرة”.
وأكد وزير الخارجية الأسبق أنه اجتمع مع الأسد في المرة الأخيرة بتاريخ 9 من آب 2011، واستمر اللقاء بينهما ست ساعات، بينها ثلاث ساعات على انفراد.
وأشار داود أوغلو إلى أنه أخبر الأسد بأن تركيا معه، وأن “الشعب السوري يحبه لكنه سيكون بحاجة للإصلاح لاجتياز المرحلة”.
وأكد داود أوغلو، الذي يعتبر أحد أبرز المفكرين والسياسيين الأتراك، أن جميع هذه المقابلات مسجلة لدى سجلات الدولة ولا يوجد “شيء خفي”.
“لم نساعد أي تنظيمات مسلحة”
داود أوغلو نفى في حديثه مساعدة تركيا أي فصيل مسلح في الشمال السوري في بداية الثورة، وقال إن تحركات بلاده “اقتصرت على الدبلوماسية” حتى تزايدت الانشقاقات في صفوف الجيش، وسيطروا لاحقًا على الحدود مع تركيا.
وسبق لداود أوغلو أن تولى وزارة الخارجية بين عامي 2009 و2014، ورئاسة حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا بين 2014 و2016، وهي الفترة نفسها التي تولى فيها رئاسة الوزراء (أعلى منصب حكومي تركي في تلك الفترة).
وشهدت العلاقات السورية- التركية تطورات مهمة على مختلف المستويات منذ بداية الألفية الجديدة، ووقّع الطرفان عشرات الاتفاقيات التجارية والاقتصادية والسياسية، حتى انهيار العلاقة في النصف الثاني من عام 2011.
وثائق تؤكد كلام داود أوغلو
تتوافق تصريحات داود أوغلو مع ما ذكره الكاتب اللبناني سامي كليب، في كتابه “سوريا بين الرحيل والتدمير” الصادر في عام 2016.
وتضمّن الكتاب “وثائق سرية” ومحاضر اجتماعات بين الأسد ودبلوماسيين عرب وأتراك بحسب كليب.
–