دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى التواصل والتشاور بشأن الملف السوري.
وجاء ذلك خلال إحاطة قدمها لمجلس الأمن أمس، الاثنين 18 من أيار، واعتبر أن “التعاون الدولي المتجدد والجدي، وبناء الثقة بين أصحاب المصلحة الدوليين وبين السوريين (…) هو أمر ضروري، ويمكن أن يسهم في إحراز تقدم”.
وأوضح بيدرسون أن “للحوار الروسي- الأمريكي دورًا رئيسًا (في الملف السوري)”، وشجع الطرفين على مواصلته، إضافة إلى الدول الضامنة في محادثات أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، والمجموعة المصغرة ومجلس الأمن.
وأكد أن هناك حاجة للعمل جميعًا من أجل دعم “جهد متجدد نحو عملية سياسية بقيادة وملكية سورية وبتيسير من الأمم المتحدة، تسترشد بقرار مجلس الأمن 2254، نحو تسوية سياسية يمكنها تلبية التطلعات المشروعة لجميع السوريين”.
وحذر بيدرسون من أن عودة التصعيد العسكري بعدة مناطق في سوريا، “يمكن أن يؤدي إلى انهيار الترتيبات الحالية”.
وتطرق خلال حديثه إلى ما تشهده درعا في الجنوب السوري، من تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري، ومظاهرات من قبل الأهالي ضده.
ووصف بيدرسون الوضع في درعا بأنه “خطير”، و”يجب بأي ثمن تفادي العودة إلى القتال الشامل والانتهاكات والخروقات التي شهدناها من قبل”.
كما تحدث بيدرسون عن الجولة الثالثة من اللجنة الدستورية، وأكد إبداء النظام السوري والمعارضة استعدادهما إلى عقدها، معلنًا عن جاهزيته لتوجيه الدعوة لعقد الدورة الثالثة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية في جنيف حين تسمح ظروف السفر دوليًا.
وتعتبر روسيا وأمريكا من الدول المؤثرة واللاعبة الرئيسة في الملف السوري، ووجه المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري، جيمس جيفري، رسائل إلى روسيا، الأسبوعين الماضيين.
وقال جيفري في مقابلة مع “الشرق الأوسط“، الأسبوع الماضي، إن “السياسة الأمريكية تتمحور حول مغادرة القوات الإيرانية الأراضي السورية كافة، جنبًا إلى جنب مع كل القوات العسكرية الأجنبية الأخرى التي دخلت البلاد عقب عام 2011، وهذا يشمل قواتنا، والقوات الإسرائيلية، والقوات التركية كذلك”.
وحول القوات الروسية، أوضح جيفري أنها “دخلت الأراضي السورية قبل عام 2011، وبالتالي، فإنهم مستثنون من ذلك”.
وبعد قرابة أسبوع، عاد جيفري ليجدد رسالته إلى الروس خلال ندوة في معهد “hudson” لمناقشة الجهود الأمريكية والدولية لمحاسبة النظام السوري، في 12 من أيار الحالي.
وقال جيفري إن “روسيا ليست سعيدة مع الأسد ولكن لا يرون بديلًا عنه”، مضيفًا أن “الولايات المتحدة تحاول أن تجعل روسيا تفهم، أنها لن تحصل على دعم المجتمع الدولي للمصالحة الدبلوماسية أو لإعادة الإعمار طالما استمر تحالفها مع الأسد”.
وفي المقابل، وجه جيفري تهديدًا ضمنيًا إلى موسكو في حال عدم التعاون معها لحلحلة الملف السوري، إذ قال إن “بلاده ستواصل وجودها العسكري في سوريا، وإن هدفها هو جعل الحرب هناك طريقًا مسدودًا أمام الروس”.
–