أنكر العقيد السابق في المخابرات السورية أنور رسلان، في الجلسة الخامسة من محاكمته أمس، الاثنين 18 من أيار، ضلوعه في تعذيب المعتقلين، في أول تصريح له منذ بداية المحاكمة الخاصة بالجرائم المرتبطة بفرع “الخطيب” الأمني في دمشق.
وفي معرض رده على التهم الموجهة له، في المحكمة الإقليمية العليا في بلدة كوبلنز جنوب غربي ألمانيا، نفى رسلان عبر إفادة مكتوبة تلاها محاميه أنه “ضرب أو عذب سجناء في فرع الخطيب”، وفقًا لوكالة “فرانس برس“.
وخلال قراءة محاميه، مايكل بوكر ويورك فراتسكي، بيانه المؤلف من أكثر من 40 صفحة، الذي استغرقت قراءته 90 دقيقة، قال رسلان (57 عامًا) إنه “لم يتصرف يومًا بلا إنسانية”، ولم يعذب سجناء بل “ساعد في تحرير معتقلين كثر” كانوا قد أوقفوا خلال مشاركتهم في المظاهرات ضد النظام السوري في 2011.
وتستأنف المحكمة جلستها اليوم، الثلاثاء 19 من أيار، ليستمع القاضي إلى الشهود.
اقرأ المزيد: سرد أساليب التعذيب في سوريا خلال محاكمة رسلان والغريب
وقال المحامي والناشط الحقوقي السوري أنور البني، إن رسلان نفى وجود تعذيب في فرع “الخطيب” كليًا، وفق ما نشره عبر صفحته في “فيس بوك”.
وبحسب قراءة البني لجلسة المحاكمة الخامسة، فإن رسلان لا ينفي التهم المنسوبة إليه شخصيًا، بل ينفي بتلك الإفادة التهم الموجهة للنظام السوري بارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وبذلك فهو “يدافع ويبيض صفحة النظام كله”.
ورسلان متهم بالإشراف على قتل 58 معتقلًا في فرع “الخطيب” وتعذيب أربعة آلاف آخرين.
وحمّل رسلان المسؤولية الجنائية الكاملة لمدير إدارة أمن الدولة في دمشق عام 2012، محمد ديب زيتون، عن عمليات التعذيب داخل فرع “الخطيب”، وكذلك للواء علي مملوك، وهو نائب رئيس النظام السوري للشؤون الأمنية.
كما حمّل مسؤولية التعذيب لرئيس القسم الأمني “رقم 40″، حافظ مخلوف، ورئيس فرع “الخطيب”، توفيق يونس، ولنائب رئيس الفرع، عبد المنعم نعسان.
ولن ينجح رسلان في محاولة تبرئة نفسه، بحسب الحقوقي البني، لأن “كمية الأدلة التي لدينا ضده وضد كل النظام في المحكمة كبيرة ولا يمكن تكذيبها”.
وتضمنت لائحة الاتهام خلال الجلسات السابقة للمحاكمة ارتكاب رسلان جرائم صُنفت بأنها ضد الإنسانية، بجانب جريمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، من خلال تقديم قصص لـ24 ضحية شاركوا بالإدلاء بشهادتهم في أثناء جلسات التحقيق.
وعُرضت خلال المحاكمة صور من بين آلاف التقطها مصوّر سابق في الشرطة العسكرية السورية يُعرف باسم مستعار هو “قيصر”، ويستند إليها فريق الادعاء بتوجيه التهم إلى رسلان.
وقال الأمين العام لـ”المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان”، فولفغانغ كاليك، إن رسلان كان يصدر الأوامر في القسم الذي يقوده ولم يكن مجرد متلقٍّ للأوامر أو منفذ لها، وذكر بأنه لا يعتقد أن رسلان “أدى دورًا بسيطًا”.
وبدأت المحاكمة في جلستها الأولى، في 23 من نيسان الماضي، ووصفتها المستشارة في برنامج العدالة الدولية في “هيومن رايتس ووتش”، بلقيس جراح، بـ”اللحظة الفاصلة” بالنسبة للضحايا المصممين على تحقيق العدالة عن الجرائم التي ارتُكبت بحقهم في سوريا.
–