“الصحة العالمية”: رش المطهرات ليس مجديًا وقد يضر الإنسان
ذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن رش المطهرات في الشوارع للقضاء على فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، مثلما يحصل في بعض الدول، لا يقضي على الفيروس وإنما قد يؤدي إلى مخاطر صحيّة أخرى.
وفي وثيقة حول تنظيف الأسطح وتعقيمها كجزء من مكافحة “كورونا”، الذي اجتاح العالم وأصاب حتى الآن أربعة ملايين و650 ألفًا، مات منهم 312 ألفًا و115 شخصًا، قالت منظمة الصحة العالمية إن رشّ هذه المواد قد يكون غير فعّال.
وأضافت أن الرشّ في الفضاءات المفتوحة، على غرار الطرق والأسواق وغيرها من الأماكن العامة، غير موصى به لقتل الفيروس المسبب لـ”كورونا” أو مسببات أمراض أخرى، لأن المطهّر يفقد تأثيره بالأوساخ والركام.
وحتى في غياب المواد العضوية، من غير المرجح أن يغطي رشّ المواد الكيميائية بشكل مناسب كلّ الأسطح لفترة تسمح بالقضاء على مسبّبات الأمراض، بحسب الوثيقة.
ضرر للإنسان لا للفيروس
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن الشوارع والأرصفة ليست “خزانات لعدوى فيروس كورونا”، وأن رشّ المطهرات قد يكون “ضارًا بصحة الإنسان”.
كما شددت على أن رشّ الأفراد بالمطهرات “غير موصى به تحت أي ظرف”، إذ “قد يكون مضرًا جسديًا ونفسيًا، ولا يقلّل من قدرة المصاب على نشر الفيروس”.
وذكرت أن رشّ الكلور أو المواد الكيميائية السامة الأخرى على البشر يمكن أن يتسبب بالتهابات جلدية أو في العينين.
وحذّرت المنظمة أيضًا من الرشّ المستمر للأسطح في الأماكن المغلقة، مستشهدة بدراسة أكدت أن ذلك ليس فعالًا إلا في المناطق التي يتم رشها مباشرة، وفي حال استعمال المطهرات، يجب أن يتم ذلك عبر نقع قطعة قماش أو ممسحة بالمطهر.
كم يبقى “كورونا” على الأسطح؟
ويمكن لفيروس “كورونا” أن يلتصق بالأسطح، لكن لا معلومات دقيقة حاليًا عن الفترة التي يبقى فيها قادرًا على الانتشار، وهذا ما أكد عليه عضو المجلس العلمي في جامعة “مدريد” للأطباء بإسبانيا، خايمي باريو، لوكالة “فرانس برس“.
وأظهرت دراسات أن بإمكان الفيروس البقاء على الأسطح لعدة أيام، لكن هذه الفترة تبقى نظريّة لأنها حُددت في ظروف مخبرية ويجب “تفسيرها بحذر”.
ونشر موقع “CNET” الأمريكي أمس، السبت 16 من أيار، أنه يمكن للفيروس أن يعيش على بعض الأسطح لأكثر من تسعة أيام، وأكد أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، وجدت “الحمض النووي الريبي التاجي” (RNA) الخاص بفيروس “كورونا” على سفينة الرحلات البحرية “Diamond Princess” بعد 17 يومًا من مغادرة ركابها الناجين.
وتفصّل المنظمة الأممية على صفحتها ردًا على هذا التساؤل، أن ذلك ما زال مجهولًا، ولكنه يبدو في حالة تشابه مع سائر عائلة فيروسات “كورونا”.
وقد تظل هذه الفيروسات حية على الأسطح لبضع ساعات أو لعدة أيام، وأضافت المنظمة أن المدة قد تختلف “باختلاف الظروف (مثل نوع السطح ودرجة الحرارة أو الرطوبة البيئية)”.
وشدد الدكتور باريو على هذه المعلومة، مؤكدًا أن “بقاء الفيروس حيًّا على الأسطح يختلف باختلاف الظروف.
وقد ينقل الحذاء الفيروس، بحسب الدكتور باريو، لكن الهيئات الصحية ليست متأكدة من أن “كوفيد-19” قد يعيش على الأرض أو حتى في الحذاء.
ودعا باريو إلى اعتماد “الحس السليم” في السلوك، مشيرًا إلى توصيات منظمة الصحة العالمية لناحية تعقيم الأسطح عن طريق استخدام “الماء والمبيّض”.
ونصح بغسل الألبسة بما فيها الملاءات والمناشف على حرارة 60 أو 90 درجة، التي “تقتل الفيروس” (فعلى هذه الحرارة يموت الفيروس).
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :