“اتفاق السلام” مع إسرائيل.. صوّت له برلمان لبنان وأسقطه رفض شعبي وتدخّل سوري
لم يمضِ عام على توقيع “اتفاق السلام”، في 17 من أيار 1983، بين لبنان وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة مناحيم بيغن، حتى أُلغي وطُويت صفحته في 5 من آذار 1983، لكن آثاره لم تنتهِ حتى اليوم.
أدى الاتفاق إلى صعود قوى في لبنان على حساب قوى أخرى، أبرزها ما سمى نفسه فيما بعد بمحور “المقاومة والممانعة”، الذي دُعم من قبل إيران “بثورتها الخمينية” والنظام السوري.
بنود الاتفاق
-
إلغاء حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل.
-
الانسحاب الإسرائيلي الكامل من لبنان، في فترة بين ثمانية إلى 12 أسبوعًا.
-
إنشاء منطقة أمنية داخل الأراضي اللبنانية، تتعهد الحكومة اللبنانية بأن تنفذ ضمنها الترتيبات الأمنية المتفق عليها في ملحق خاص بالاتفاق.
-
تكوين لجنة ثلاثية (أمريكية، إسرائيلية، لبنانية) تشرف على تنفيذ بنود الاتفاق، وتنبثق من تلك اللجنة لجنة الترتيبات الأمنية ولجان فرعية لتنظيم العلاقات بين البلدين.
-
تكوين مكاتب الاتصال بين البلدين، والتفاوض لعقد اتفاقيات تجارية.
-
امتناع لبنان وإسرائيل عن أي شكل من أشكال الدعاية المعادية للبلد الآخر.
-
إلغاء جميع المعاهدات والبنود والأنظمة التي تمنع تنفيذ أي بند من بنود الاتفاق.
تزامن الاتفاق مع أحداث الحرب الأهلية اللبنانية الممتدة بين عامي 1975 و1990، وهجوم القوات الإسرائيلية واجتياحها مناطق واسعة في جنوب لبنان ووصولها إلى العاصمة اللبنانية بيروت عام 1982 والسيطرة عليها.
استغلت إسرائيل حالة الحرب الأهلية، وبدأت قواتها باجتياح الجنوب تحت ما أسمته عملية “السلام للجليل أو الصنوبر”، لتحقيق عدة أهداف أهمها القضاء على “منظمة التحرير الفلسطينية” المتمركزة في لبنان، وتأمين الحدود الشمالية لحدود المناطق التي احتلتها سابقًا.
المفاوضات لتوقيع الاتفاق بدأت في 28 من كانون الأول 1982، برعاية أمريكية في بيروت، أعقبتها عدة جولات تفاوضية.
صوّت المجلس النيابي اللبناني على المعاهدة يومي 13 و14 من أيار 1983 بحضور 72 نائبًا، بينما قاطعها 19 نائبًا، وصوّت من الحضور 65 لمصلحة توقيع الاتفاقية، واثنان ضدها، وامتنع ثلاثة عن التصويت، وتحفظ نائب واحد.
ووُقعت الاتفاقية بين الرئيس اللبناني في ذلك الوقت، أمين الجميل، الذي خلف أخاه بشير بعد اغتياله.
وكان الأخوان شغلا قيادة حزب “الكتائب اللبناني”، الذي خاض معارك ضارية ضد الفصائل الفلسطينية.
رفض الاتفاق والتدخل السوري
لاقى الاتفاق رفضًا من قبل معظم اللبنانيين ووصفوه بـ”اتفاق العار”، واتجه فيما بعد الرئيس، أمين الجميل، إلى إعلان إلغاء الاتفاق مع إسرائيل، وتحت ضغط الرفض الشعبي، بادرت الحكومة ومجلس النواب اللبنانيان إلى اعتبار الاتفاق باطلًا، وأُلغي، حسب موقع “تيار المردة اللبناني“.
وزادت العمليات المسلحة في بيروت احتجاجًا على الاتفاق، خاصة المدعومة من قبل سوريا وعلى يد “حركة أمل” (أفواج المقاومة اللبنانية).
كما انقسم المشهد السياسي بين الحكومة والجميل المتمسكين بالاتفاق من جهة، و”جبهة الإنقاذ الوطني” ومن ورائها سوريا الرافضتين له من جهة ثانية.
اندلعت بعدها حرب الجبل جنوب غربي لبنان بين “قوات اليمين اللبناني المسيحي” و”الحركة الوطنية اللبنانية”، التي كانت تضم قوات عسكرية من الموحدين، إضافة إلى قوات من الفلسطينيين ومسلحي اليسار اللبناني، انتهت بسيطرة “الحزب التقدمي الاشتراكي” على الجبل في 19 من أيلول 1983.
ثم انتفاضة شباط في بيروت التي انتهت بسيطرة القوى الرافضة للاتفاق على القسم الغربي من بيروت، بعد تحالف “حركة أمل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” ورئيس الحكومة الأسبق، رشيد كرامي، ورئيس الجمهورية الأسبق، سليمان فرنجية، مع عدة قوى أخرى.
كما زاد مقتل عدد كبير من قوات “المارينز” الأمريكية والمظليين الفرنسيين من الضغط على الجميل، ما دفعه إلى إلغاء الاتفاق في 5 من آذار 1984.
وحاول الأمريكيون المحافظة على الاتفاق عبر محادثات بين وزير الخارجية الأمريكي، جورج شولتز، والمساعد في الشرق الأدنى، ريتشارد مورفي، مع الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، الذي رفض تمرير الاتفاقية.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :