أهالي طفس يتخوفون من عمليات اقتحام لمدينتهم

  • 2020/05/17
  • 12:23 ص

حاجز لقوات النظام في درعا - 2018 (AP)

عنب بلدي – درعا

دفعت التعزيزات العسكرية التي واصل النظام السوري على مدار عدة أيام إرسالها إلى محيط مدينة طفس في درعا، إلى إعادة تسليط الضوء على ملف الجنوب السوري المتوتر، منذ إجراء “المصالحات” مع النظام في تموز 2018.

شهد أيار الحالي، إرسال النظام تعزيزات جديدة من “الفرقة الرابعة” إلى درعا قادمة من دمشق، ضمت عربات عسكرية وعناصر.

واستقر قسم منها على جسر خربة غزالة وقسم دخل مدينة درعا، كما انتشرت التعزيزات على الحواجز المحيطة ببلدة اليادودة، في حين تم تعزيز المنطقة الواصلة من تل الخضر حتى ثكنة طفس، ومن تل الخضر حتى حاجز “التابلين”، وفق مراسل عنب بلدي في درعا.

واستقر قسم من التعزيزات في ضاحية درعا، حيث حوّلت قوات النظام المدارس والمركز الصحي في المنطقة إلى مقرات لها، بالإضافة لطردها بعض سكان الضاحية وأخذ منازلهم.

ويسعى النظام من خلال هذه التعزيزات إلى فرض طوق من جهة بلدة اليادودة حتى تل الخضر وصولًا إلى محيط مدينة طفس من الشرق والجنوب الشرقي.

وتأتي هذه التعزيزات بعد حادثتين شهدتهما درعا مؤخرًا، الأولى، حين استولت مجموعة عناصر سابقين في “الجيش الحر” على حاجز “التابلين”، واحتجزت كل عناصر الحاجز وبينهم ضابط، بسبب هجوم النظام على مدينة الصنمين، في 1 من آذار الماضي.

والثانية، عندما قُتل تسعة عناصر من قوى الأمن الداخلي في بلدة المزيريب بريف درعا، في 4 من أيار الحالي، بعد خطفهم من المخفر من قبل القيادي السابق في “لواء الكرامة” الذي كان منضويًا في “الجيش الحر” محمد قاسم الصبيحي، وذلك ردًا على مقتل ولده الذي وُجدت جثته إلى جانب شخص آخر على طريق الجعيله- إبطع بالريف الأوسط من محافظة درعا.

روسيا تتحرك

أمام هذه التطورات، عقد قائد القوات الروسية في الجنوب السوري، في 15 من أيار الحالي، اجتماعًا مع “اللجنة المركزية” التي شُكلت بعد دخول النظام إلى المنطقة الجنوبية، من شخصيات مدنية وقادة في “الجيش الحر”، ومهمتها تمثيل الأهالي والحوار مع النظام والروس ونقل المطالب.

وأطلع الناطق باسم “اللجنة المركزية” المحامي عدنان المسالمة، عنب بلدي على تفاصيل الاجتماع، الذي خلص إلى استعراض جميع الملفات والمشاكل العالقة منذ إجراء “التسويات”، مع التأكيد على ضرورة أن يقوم الجانب الروسي بكامل واجباته والتزاماته كضامن لاتفاق “التسوية” وإلزام النظام بتطبيق جميع بنود الاتفاق.

ووفق المسالمة، فقد تم التركيز على الحشود العسكرية الأخيرة لقوات النظام عند مدينة طفس ومناطق أخرى، لضرب ما وصفه بـ”الاستقرار وزعزعة الأمن”، ما خلق حالة من الاحتقان لدى الأهالي والتخوف من قيام هذه الحشود بأي عمل عسكري يجر المنطقة إلى فوضى وحرب مفتوحة تذهب بعملية “التسوية” التي ضمنها الروسي أدراج الرياح.

وأضاف أن الجانب الروسي أكد للجنة أنه يعمل بشكل جدي ومكثف لمنع وقوع أي حوادث أو أي عمل عسكري في المنطقة، مبررًا حشود قوات النظام لأسباب عسكرية أخرى ليست غايتها اقتحام المنطقة.

كما تم الاتفاق على تسيير دوريات شرطة عسكرية روسية في عموم محافظة درعا، وخاصة المنطقة الغربية، لرصد وتحجيم انتشار قوات النظام، كم تم تزويد الجانب الروسي بأسماء أصحاب المنازل والمزارع والمنشآت التي تمركزت فيها قوات النظام للعمل على إخلائها.

وأردف المسالمة أن الجانب الروسي حصل على تأكيدات من النظام السوري بأنه سيتم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين، لا سيما الذين أُوقفوا بعد “التسويات”.

طفس في الأخبار

على الرغم من أن الحادثتين الأخيرتين لم تكونا في مدينة طفس، فإن النظام يحشد عند هذه المدينة، إذ إنه يعتبرها مركز ثقل لعناصر المعارضة السابقين يجب إفراغه، كما فعل في مدينة الصنمين قبل أشهر.

وتتبع طفس إداريًا لناحية المزيريب، وتبعد 13 كيلومترًا عن مركز محافظة درعا،

ويبلغ عدد سكانها 50 ألفًا، ويشتهر سكانها بزراعة الخضراوات بالإضافة للأشجار المثمرة.

وخلال سنوات الثورة كانت طفس ملجأ لكثير من العائلات المهجرة، خاصت بعد إخراج قوات النظام منها في عام 2013، حين سيطر عليها “الجيش السوري الحر”، عبر أبرز فصيلين له في المنطقة هما “جيش المعتز” و”تشكيل فجر الإسلام”.

على مدار السنوات الماضية من عمر الثورة لم تخضع طفس لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي سيطر على مساحات واسعة في الجنوب السوري، كما لم يكن لـ”جبهة النصرة” أي مقرات.

ودخلت طفس اتفاق “تسوية” مع النظام في تموز عام 2018، وظلت سيطرة النظام عسكريًا عليها ضعيفة، لكثرة عناصر المعارضة فيها، الذين اختاروا البقاء وعدم التهجير للشمال السوري، إضافة إلى امتلاك هؤلاء السلاح الخفيف بكثرة.

وتمثل طفس الآن ملجأ لجميع المقاتلين السابقين الهاربين من قوات النظام في داعل وعتمان بعد اتفاق “التسوية”.

وتعرضت المدينة خلال سنوات الحرب للقصف الذي دمر فيها قسمًا كبيرًا من الأبنية والمحلات، إلا أنها تشهد اليوم حركة تجارية، ويقصد أسواقها سكان القرى المجاورة.

وتضم طفس “سوق هال” (سوق لبيع الخضار) يعتبر من أهم الأسواق والأكثر حركة في درعا، كما يوجد فيها مشفى كان تحت سيطرة “الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية” وهو الآن يعاني من تهميش النظام السوري.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا