أسامة عبد الرحيم – الغوطة الغربية
توقفت شعبة الهلال الأحمر في بلدة الكسوة عن توزيع الحصص الغذائية على العائلات المسجلة لديها إلا بحضور الزوج، في خطوةٍ اعتبرها ناشطو المنطقة استدراجًا للمطلوبين أمنيًا وتحكمًا في لقمة عيش العائلات المتضررة.
ومنذ أسبوعين لم تتجاوب الشعبة، الواقعة في منطقة يسيطر عليها النظام ومحاطة بالحواجز والقطع العسكرية، مع السيدات اللاتي اعتدن استلام معونات عائلاتهنّ كل شهرين، لتحرم آلاف العائلات من الاستفادة من المساعدات الإنسانية التي تعتمد عليها بشكل أساسي، إذ تستفيد قرابة 15 ألف عائلة مهجرة إلى الكسوة وضواحيها من الحصص الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي وجمعية الصليب الأحمر الدولي.
أم عدنان، نازحةٌ من مدينة داريا، تعبر عن استيائها من الإجراء الجديد بالقول «لنا الله، يريدون أن نسلم أبناءنا مقابل حصة غذائية، عندي ثلاثة أبناء واحد منهم معتقل واثنان يعملان في الزراعة؛ ظروفنا المعيشية صعبة ونقيم في منزل غير مكتمل البناء»، مردفةً «أبنائي لا يستطيعون التنقل خوفًا من الاعتقال خصوصًا لأننا من داريا والحواجز تعتقل أبناءها لمجرد انتمائهم».
وتتعرض بعض النسوة إلى التوبيخ والإهانة على أبواب الهلال الأحمر، كحال أم عمار، التي طلب منها أحد العاملين في الشعبة جلب زوجها الشهيد إن رغبت بالحصول على حصتها، وفق ما تنقله لعنب بلدي.
أبو علي، من حي القدم، نازحٌ منذ أكثر من سنتين إلى الكسوة، وصف القرار بـ «الجائر»، مؤكدًا أنه لن يذهب لتسليم نفسه مقابل كرتونة مساعدات وعبوتين من الزيت.
وتعاني البلدات التي تشهد نزاعًا عسكريًا من سياسة التجويع، خصوصًا في الغوطة الشرقية والغربية وجنوب دمشق، حيث يمنع النظام دخول المواد الغذائية ويحرم المنظمات الإنسانية من ممارسة نشاطها تجاه المحاصرين، لتنزح آلاف الأسر عنها.