الجائحة قد تنتهي والشحنة عالقة
قيمتها 1.2 مليون يورو.. شحنة مساعدات إلى السويداء “مفقودة”
عنب بلدي – نور الدين رمضان
لا يزال منسقو شحنة مساعدات طبية مقدمة من جمعيات فنلندية يبحثون عنها، رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على وصولها إلى مدينة السويداء، إذ يربط المسهمون بها تسليمها إلى أصحابها لمواصلة تقديم المساعدات لمختلف المناطق السورية.
تتضمن الشحنة، التي تتحفظ عليها مديرية الصحة في السويداء، أجهزة طبية ومعقمات ومواد وقائية من فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
منسق “جمعية الصداقة السورية- الفنلندية”، عماد الخطيب، المشرف على شحنة المساعدات، قال لعنب بلدي إن قيمة الشحنة، التي وصلت إلى السويداء منذ مطلع شباط الماضي، تقدّر بأكثر من مليون ومئتي ألف يورو بحسب الجمعية التي قدمتها.
وتتضمن الشحنة، بحسب الخطيب، عشرات الأجهزة الطبية، وأجهزة التنفس الصناعي، وأسرّة مشافٍ، ومواد واقية من فيروس “كورونا”، ومعقمات وغيرها، ووصفها أنها ذات قيمة عالية في ظل تفشي الجائحة.
واعتبر الخطيب أن التحفظ على الشحنة حرمهم من إرسال شحنات أخرى إلى مناطق متفرقة في سوريا، إذ تطالبه الجمعية المتبرعة بتوثيق وصول وتوزيع الشحنة الأخيرة للمستفيدين منها لاستئناف إرسال شحنات أخرى مقررة.
مخاطبات وكشف مطوّل
الخطيب، الذي يعيش في فنلندا منذ 40 عامًا، أوضح أنه خاطب السفارة السورية في العاصمة السويدية، و”الهلال الأحمر السوري” وأعضاء في مجلس الشعب السوري للسؤال عن الشحنة لكن دون نتيجة.
كما رفضت مديرية الصحة في السويداء الكشف عن مصير الشحنة لعدد من وجهاء المدينة، بحسب الخطيب.
لكن شبكة “السويداء 24″، نقلت عن مدير الصحة في السويداء، الطبيب نزار مهنا، أن قسمًا من الشحنة المذكورة وصل إلى المديرية، لكنها ليست صاحبة القرار بتوزيعها.
وبحسب مهنا، اقتصر دور المديرية على إرسال المهندسين الطبيين للكشف على الشحنة وإحصاء الموجودات، بمشاركة لجنة شُكلت من الجهات المستفيدة لهذه الغاية.
ويتساءل منسق الشحنة في فنلندا، “ما الذي يؤخر توزيع شحنة تحمل مساعدات طبية مهمة في زمن كورونا؟ وهل يحتاج الكشف على شحنة لثلاثة أشهر؟ في الوقت الذي تبحث فيه جميع الدول عن مواد طبية متعلقة بجائحة كورونا”.
معاناة سابقة
التحفظ على الشحنات ليس وليد اليوم، وحاول أوروبيون عدة مرات سابقًا الوصول إلى سوريا لمتابعتها، لكن النظام كان يضع العراقيل لهم دومًا.
القس الفنلندي إركي إلكالانين، الذي يعمل مع الجمعيات المسهمة بتقديم المساعدات، حاول رغم عمره الذي يبلغ 75 سنة، الوصول إلى أماكن الشحنات وتوزيعها في سوريا.
وبعد معاناة لأكثر من شهر للحصول على تأشيرة دخول إلى سوريا من السفارة السورية في العاصمة السويدية ستوكهولم، سافر إلى لبنان لدخول سوريا.
وقال القس الفنلندي، لعنب بلدي، إن حواجز النظام على طريق دمشق- بيروت لم تسمح له بالوصول إلى دمشق، وأجبرته على العودة إلى لبنان قبل الوصول إلى دمشق.
ويستمر الخطيب بمناشدة الأهالي وأصحاب المسؤولية للضغط على الجهات التي تتحكم بالشحنة وتوزيعها، من أجل استئناف إرسال شحنات أخرى إلى مناطق سورية متفرقة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :