وضحت منظمة الصحة العالمية (WHO) أثر جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) على الصحة العقلية، مؤكدة أنه أظهر الحاجة لمواصلة الاستثمار في رعاية المتأثرين نفسيًا وعقليًا، وإلا ستتفاقم حالاتهم في الأشهر المقبلة، ومن ضمنها الاكتئاب والقلق والأرق.
وقال رئيس المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في التقرير الصادر عن المنظمة اليوم، الجمعة 15 من أيار، “إن تأثير الجائحة على الصحة العقلية للناس يثير القلق بالفعل”، مضيفًا أن العزلة الاجتماعية، والخوف من العدوى، وفقدان أفراد الأسرة، تتفاقم بسبب الضائقة الناجمة عن فقدان الدخل والعمل في حالات كثيرة.
الاكتئاب والقلق في ازدياد
ازدادت أعراض الاكتئاب والقلق في عدد من البلدان بحسب منظمة الصحة العالمية في زمن “كورونا”.
وأفادت دراسة أُجريت في إثيوبيا، في أيار الحالي، عن زيادة بنسبة ثلاثة أضعاف في انتشار أعراض الاكتئاب مقارنة بالتقديرات من البلد الإفريقي قبل الوباء.
وأشارت إلى أن العاملين بمجال الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية، الذين يواجهون أعباء عمل ثقيلة، وقرارات حتمية مثل الحياة أو الموت، وخطر إصابتهم فيه، يتأثرون بشكل خاص بهذه الأعراض.
ففي الصين وخلال تفشي الفيروس، أُبلغ عن معدلات عالية من هذه الأغراض أصابت العاملين في المجال الصحي، ووصلت نسبة الاكتئاب إلى 50%، والقلق إلى 45%، والأرق إلى 34%.
وفي كندا، أُبلغ أن 47% من عمال الرعاية الصحية بحاجة إلى الدعم النفسي على الفور.
وأكد التقرير أن الأطفال والمراهقين وخصوصًا ذوي الإعاقة أو الموجودين في مناطق كثيفة سكانيًا معرضون للخطر أيضًا.
واتفق 32% من الشباب الذين لديهم تاريخ من احتياجات الصحة العقلية يعيشون في المملكة المتحدة، على أن الوباء جعل صحتهم العقلية أسوأ بكثير.
وتشير الإحصائيات من كندا إلى أن 20% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عامًا قد زادوا من استهلاكهم للكحول في أثناء الجائحة.
كما تتعرض النساء إلى خطر الإصابة بأمراض الصحة العقلية، لكثافة المهام التي أصبحت بسبب الجلوس في المنازل.
توقف خدمات الصحة العقلية
تضاعفت الزيادة في عدد الأشخاص المحتاجين إلى الرعاية في مجالات الصحة العقلية أو الدعم النفسي الاجتماعي، بسبب انقطاع خدمات الصحة البدنية والعقلية في العديد من البلدان، وتحويل المرافق الخاصة بها لرعاية مصابي فيروس “كورونا”.
وقال غيبريسوس، “من الواضح الآن أنه يجب معالجة احتياجات الصحة العقلية كعنصر أساسي في استجابتنا لكوفيد- 19 والتعافي منه”، معتبرًا أنها مسؤولية جماعية للحكومات والمجتمع المدني بدعم من منظومة الأمم المتحدة بأسرها.
وحذر من الفشل في أخذ السلامة العاطفية للناس على محمل الجد، لأنها ستؤدي إلى تكاليف اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.
في حين اعتبرت مديرة قسم الصحة العقلية واستخدام المواد في منظمة الصحة العالمية، ديفورا كيستيل، “أن توسيع نطاق خدمات الصحة العقلية وإعادة تنظيمها الآن على نطاق عالمي هي فرصة لبناء نظام للصحة العقلية يناسب المستقبل”.
وهذا يعني تطوير وتمويل الخطط الوطنية التي تحوّل الرعاية من المؤسسات إلى الخدمات المجتمعية، وضمان التغطية لظروف الصحة العقلية.
ماذا تعني الصحة العقلية (Mental health)؟
الصحة العقلية هي الصحة العامة لكيفية تفكير الشخص وتنظيم مشاعره وتصرفاته.
ويتعرض الأشخاص في بعض الأحيان لاضطرابات كثيرة في هذه الوظائف العقلية، فقد يكون هناك اضطراب عقلي عندما تتسبب الأنماط أو التغييرات في التفكير أو الشعور أو التصرف في اضطراب أو تعطيل قدرة الشخص على العمل.
ويمكن أن يؤثر اضطراب الصحة العقلية على مدى قيام الفرد بوظائف عدة منها:
- الحفاظ على العلاقات الشخصية أو العائلية.
- التصرف في المواقف الاجتماعية.
- الأداء في العمل أو المدرسة.
- التعلم بالمستوى المتوقع للعمر والذكاء.
- المشاركة في الأنشطة المهمة الأخرى.
–